عُمان نهضة تتجدد بها الطموحات .. ورؤية تضيء الطريق إلى 2040

بقلم : علي المجيني
تربوي و خبير تخطيط
مع طلوع شمس العشرين من نوفمبر، يهل علينا اليوم الوطني العُماني ، يوم يملأ القلوب بالفرح والفخر ، إنه يوم مختلف ، يوم نرى فيه الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها ، بل روح تسكننا ، ومجد يتجدد مع كل صباح على جبال عُمان وبحارها وصحاريها ، في هذا اليوم ، نشعر أن حب الوطن هو قصة لا تنتهي ، تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
لقد حققت عُمان الكثير في السنوات الماضية ، بُنيت طرق وجسور وموانئ حديثة جعلت البلاد مركزًا مهمًا في المنطقة ، وفتحت أبواب الاستثمار في السياحة والصناعة لتقوية الاقتصاد ، وفي مجال الطاقة بدأت مشاريع الرياح والشمس والهيدروجين الأخضر، لتؤكد أن السلطنة تسير نحو مستقبل يحافظ على البيئة ، أما التعليم والابتكار، فقد أصبحا أساسًا للتقدم، حيث أُطلقت برامج لدعم البحث العلمي ومساعدة الشباب على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ، و العديد من اﻻنجازات الواعدة في كل مجال ، وهذا المقال غير كاف ﻻحصائها .
رؤية عُمان 2040 هي خطة استراتيجية ترسم الطريق للمستقبل ، هذه الرؤية تعد بأن يعيش المواطن حياة كريمة، وأن يكون الاقتصاد قويًا ومتنوعًا ، وأن تبقى البيئة نظيفة ومستدامة ، إنها ليست مجرد كلمات على ورق ، بل خطوات عملية تُنفذ كل يوم لتجعل عُمان في مقدمة الدول.
نريد لعماننا اليوم ترجمة النهضة إلى واقعٍ يلمسونه ابناؤها في حياتهم اليومية ؛ فهم يتطلعون إلى تعليمٍ حديث يفتح أبواب الإبداع ، واقتصادٍ متنوع يضمن فرص العمل والعيش الكريم ، ومجتمعٍ يشارك فيه الشباب بفاعلية في صنع القرار ، مع الحفاظ على الهوية الأصيلة والانفتاح على العالم .
وفي المستقبل، يترقبون أن تتحول الرؤية إلى خطوات عملية تُعالج الملفات العالقة وتُرسخ مكانة عمان كدولةٍ مزدهرة ، مستدامة ، وملهمة في محيطها الإقليمي والدولي .
وفي هذا اليوم الوطني ، ترتفع الأصوات بحب عُمان ، ويجدد كل جيل العهد على خدمة الوطن ، إنه يوم لا يُقاس بالساعات ، بل بالفرحة التي تسري في القلوب ، وبالعزيمة التي تتجدد مع كل إشراقة شمس ، في اليوم الوطني ، لا نحتفل بالوطن فقط ، بل نحتفل بأنفسنا ونحن نصنع مستقبله ، ونكتب معًا قصة جديدة من المجد والنهضة ، لتظل عُمان شامخة كالجبل، نقية كالبحر، و مشرقة كالشمس التي لا تغيب ، إنها قصة عشقٍ أبدية بين الإنسان والأرض، بين التاريخ والحاضر، بين الحلم والنهضة.



