تدفق النازحين في غزة هربا من جحيم القصف الإسرائيلي

وهج الخليج ـ وكالات
تواصل القصف الإسرائيلي على مدينة غزة الخميس، متسببا بما وصفته الأمم المتحدة بـ”موجات جديدة من النزوح”، مع توسيع جيش الاحلاتل هجومه البري على كبرى مدن القطاع المدمّر بعد قرابة عامين من حرب الإبادة مع حركة حماس. ونزحت أعداد كبيرة من الفلسطينيين اما سيرا واما مستخدمة المركبات او العربات التي تجرّها الحمير، محملّة ما تيسّر من المتاع القليل المتبقي.
وقالت آية حمد (32 عاما) التي تعيش مع 13 شخصا من عائلتها في حيّ النصر غرب مدينة غزة إن القصف متواصل بالمدفعية والمقاتلات، إضافة إلى إطلاق النار من الطائرات المسيّرة. وتابعت حمد “أشعر ان قلبي يخرج من صدري مع كل انفجار… العالم لا يفهم ما يحدث، يريدون منا النزوح للجنوب. حسنا، لكن هل سنعيش في الشارع؟! الوضع يفتقر لكل مقومات الحياة وحتى مقومات النزوح”. ويقول الفلسطينيون إن تكاليف الانتقال جنوبا ارتفعت بشكل هائل، لتتجاوز في بعض الحالات ألف دولار.
ـ منطقة تزداد تقلصا
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الخميس في منشور على “إكس” إن “التوغل العسكري وأوامر الإخلاء في شمال غزة تؤدي إلى موجات جديدة من النزوح، وتدفع بالعائلات التي تعاني في الأساس من الصدمة النفسية باتّجاه منطقة تتقلّص أكثر فأكثر لا تليق بالكرامة الإنسانية”. وحذر من أن “المستشفيات التي تعاني أساسا من الضغط، باتت على حافة الانهيار في وقت يعرقل تصاعد العنف الوصول ويمنع منظمة الصحة العالمية من إيصال معدات حيوية”.
وقال أحمد أبو وطفة (46 عام) وهو أب لسبعة أطفال يعيشون في خيمة غرب مدينة غزة، إن “الوضع لا يوصف، القصف حولنا، نتلو الشهادة مع كل انفجار، كأننا نهرب من موت إلى موت”، موضحا أنه جمع وعائلته متاعهم ليتوجهوا نحو الجنوب، رغم عدم اقتناعه بذلك “فالقصف في كل مكان”. وحولت الضربات الإسرائيلية المتواصلة معظم مدينة غزة إلى أنقاض.
ويأتى هذا التصعيد فيما اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة. وهي المرة الأولى التي تخلص فيها لجنة كهذه الى أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. وأعربت المحققة الأممية نافي بيلاي التي ترأست اللجنة عن أملها في أن يأتي يوم يوضع القادة الإسرائيليون خلف القضبان، مؤكدة أنها ترى أوجه تشابه مع مجازر رواندا.




