أخبار العالم

الجيش الإسرائيلي يعتمد “الخطوط العريضة” .. ما خطة احتلال غزة؟

وهج الخليج – وكالات

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا قال فيه إن رئيس الأركان إيال زامير صادق الأربعاء على “الخطوط العريضة” لخطة احتلال غزة، وذلك خلال اجتماع بمشاركة منتدى هيئة الأركان العامة وقادة من الشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وأجهزة أخرى. واشار البيان “خلال النقاش، العدوان في منطقة الزيتون الذي بدأ يوم أمس. كما عُرضت وصودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي”.
ـ النزوح جنوبا
تشمل إجبار ما يصل إلى مليون فلسطيني على النزوح جنوبا، وهو ما يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية للقطاع. ووفقا لما أعلنه المسؤولون في دولة الاحتلال خلال الأيام الماضية، تهدف الخطة الجديدة إلى تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكامل ووقف نفوذها العسكري والإداري في القطاع، واستعادة الأسرى المحتجزين، وإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة وإحكام السيطرة الأمنية، وأخيرا إنشاء إدارة محلية مدنية جديدة في القطاع ليست خاضعة لسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية.
ـ قوات برية
تتضمن الخطة إرسال قوات برية إلى المناطق القليلة من القطاع التي لم تُدمّر بالكامل، والتي تُشكّل حوالي 25% من قطاع غزة. وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن خطة الغزو واسعة النطاق تنطوي على مشاركة ما لا يقل عن أربع إلى خمس فرق من جيش الاحتلال تمثل مزيجًا من الألوية الدائمة وقوات الاحتياط المعبأة، بما في ذلك وحدات مشاة النخبة ووحدات مدرعة، وقد استدعت إسرائيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لدعم العمليات الموسعة، مما زاد من عدد القوات قيد الخدمة في القيادة الجنوبية للجيش. وتشمل قائمة الألوية المنتظر مشاركتها في هذه العملية لواء غولاني ولواء غفعاتي وكلاهما من سلاح المشاة، إضافة إلى لواء المظليين المدرب على القتال في المناطق الحضرية، وألوية المدرعات المجهزة بدبابات ميركافا (مثل اللواء المدرع 401 الذي شارك في القتال داخل غزة سابقا) ووحدات الهندسة القتالية المتخصصة في اختراق التحصينات ومكافحة الأنفاق.
ـ طائرات مقاتلة
سوف تقدم عشرات الطائرات المقاتلة (بما في ذلك طائرات إف-16 وإف-35) وطائرات الهليكوبتر الهجومية (أباتشي إيه إتش-64) دعما جويا قريبا، مستهدفة ما يقول الاحتلال إنه مستودعات أسلحة ومداخل أنفاق ومواقع صواريخ مضادة للدبابات (رغم أن أكثر ضحايا القصف الإسرائيلي منذ بداية الحرب من المدنيين والنساء والأطفال). ومن المنتظر أن ينشر جيش الاحتلال كذلك العديد من المسيرات، من طائرات مراقبة إلى طائرات رباعية المراوح تكتيكية صغيرة لأغراض استطلاع المباني وإسقاط الذخائر.
ويُوفّر أسطول المسيرات هذا مراقبة استخباراتية استطلاعية مستمرة كما يمكنه توجيه ضربات سريعة في المناطق الحضرية الكثيفة التي يصعب استخدام الطائرات التقليدية فيها. وخلف قوات القتال الأمامية، سوف تتمركز بطاريات المدفعية (مدافع هاوتزر عيار 155 مليمترا وصواريخ موجهة) لتوفير القوة النارية عند الحاجة؛ وأنظمة الدفاع الجوي (بطاريات القبة الحديدية ومقلاع داود) لاعتراض أي صواريخ تنطلق أثناء القتال، إضافة إلى وحدات لوجيستية لنقل الوقود والذخيرة والمياه والإمدادات إلى غزة، ووحدات طبية (مستشفيات ميدانية وفرق إخلاء) لعلاج الجرحى الوافدين من خطوط القتال.
ـ 4 مراحل
ووفق ما نشرته عدد من الصحف الإسرائيلية، فإن الخطة الإسرائيلية ستكون حملة متعددة المراحل تستمر لمدة 4-5 أشهر على الأقل، مع التركيز أولا على شمال ووسط غزة، قبل أن تتوسع إلى المناطق المتبقية.
* في المرحلة الأولى، ستركز إسرائيل على إجلاء الفلسطينيين من مدينة غزة التي سيتلقى سكانها المقدر عددهم بمليون شخص تقريبا إشعارات إخلاء لصالح جيش الاحتلال. وبالتزامن مع ذلك، تزعم الخطة أن جيش الاحتلال سوف ينشئ مناطق “إنسانية” آمنة في وسط وجنوب غزة، تشمل 16 موقعا لتقديم المساعدات. ورغم تعهدات جيش الاحتلال في المرحلة الأولى فإن الواقع يشير إلى أن هذه التعهدات ليست إلا إعادة هيكلة لحملة التجويع، إذ سيتم التحكم بالكامل فيما يدخل إلى الفلسطينيين من ماء وطعام ودواء، بصورة تشبه معسكرات الاعتقال، تمهيدا للمرحلة الثانية، والأكثر دموية، من المخطط الإسرائيلي.
* المرحلة الثانية ستشهد بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل هجوما بريا كبيرا على مدينة غزة، المركز الحضري المكتظ في الشمال وفي الوقت نفسه على مخيمات اللاجئين المجاورة في وسط غزة. وستسعى الألوية الإسرائيلية للتوغل في المدينة من اتجاهات متعددة. وبالتزامن مع التوغل العسكري، سوف تُستخدم أساليب التطويق والحصار، إذ تخطط قوات الاحتلال لتطويق مدينة غزة، وعزلها عن باقي القطاع، وفرض حصار عليها يستمر لشهور. وفي داخل المدينة، ستقوم الوحدات الإسرائيلية بعمليات بحث وتمشيط شامل على مدار أسابيع من القتال.
* المرحلة الثالثة تتضمن التوسع إلى وسط وجنوب غزة، بمجرد إحكام السيطرة على مدينة غزة. وفي هذه المرحلة، سوف يكون الهدف الرئيسي هو مخيمات اللاجئين المكتظة مثل النصيرات والبريج وغيرها، في وسط القطاع، إضافة المناطق الحضرية المحيطة بطريق صلاح الدين (الشريان الرئيسي الواصل بين الشمال والجنوب).
بنهاية هذه المرحلة، يُخطط جيش الاحتلال لفرض السيطرة التامة على شمال ووسط غزة، ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه عند هذه النقطة، سيتم تقسيم القطاع بأكمله إلى مناطق منفصلة عن بعضها البعض، كل منها مطوق بالكامل
* المرحلة الرابعة تتضمن محاولة تأمين المناطق التي تمت السيطرة عليها، مع إبقاء قوات ومعدات مراقبة كافية منتشرة في جميع أنحاء غزة للحفاظ على الوجود الأمني. ومع نهايتها تهدف إسرائيل إلى تحقيق أهدافها المعلنة للحرب: وهي نزع سلاح حماس، وإعادة جميع الأسرى وتجريد قطاع غزة بأكمله من السلاح، وفرض السيطرة الأمنية على القطاع، وإقامة “إدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى