أخبار محلية

هيئة البيئة توزّع أكياسًا صديقة للبيئة على مرتادي “مسقط جراند مول” تعزيزًا لمبادئ الاستدامة

وهج الخليج – مسقط

نفّذت هيئة البيئة بالتعاون مع “مسقط جراند مول ”، حملة توعوية للتعريف بقرار حظر استخدام أكياس التسوق البلاستيكية، والتأكيد على أهمية التحوّل نحو البدائل المستدامة، وشهدت الحملة توزيع عدد من الأكياس ص الصديقة للبيئة على مرتادي المركز، في خطوة تجسد التزامًا جماعيًا بحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

وتأتي هذه الحملة في إطار حرص هيئة البيئة على تعزيز ثقافة إعادة الاستخدام وتشجيع السلوكيات البيئية السليمة، من خلال توفير بدائل عملية ومستدامة تساهم في تقليل التلوث البلاستيكي والحد من آثاره الضارة على البيئة.

وقد شهدت المبادرة إقبالًا وتفاعلًا إيجابيًا من الزوّار، الذين رحّبوا بالمبادرة وأبدوا استعدادهم لاستخدام الأكياس المستدامة في حياتهم اليومية، مما يعكس ارتفاع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع.

وقال المواطن عبدالله بن خميس الهنائي إن قرار حظر الأكياس البلاستيكية، الذي دخل حيز التنفيذ مطلع يوليو الجاري، يُعد خطوة صائبة طال انتظارها، لما له من دور محوري في حماية البيئة من التلوث البلاستيكي المتزايد.

وأضاف الهنائي أن هذه المرحلة تمثل نقطة تحول مهمة نحو تعزيز السلوك البيئي المسؤول لدى الأفراد، لا سيما المستهلكين، إذ يسهم التحول إلى استخدام الأكياس الصديقة للبيئة المطابقة للمواصفات في تقليل حجم التلوث الذي يهدد البيئة وصحة الإنسان والحياة البحرية والتربة.
وأوضح الهنائي أنه رغم حالة عدم التقبل التي شهدها القرار في بداياته، إلا أن التوعية المستمرة بأهمية هذا التوجه وأثره الإيجابي، قادرة على تغيير هذا السلوك وتعزيز الممارسات البيئية المستدامة لدى المجتمع، مشيرًا إلى أن مادة البلاستيك يصعب تحللها، ما يفرض ضرورة غرس الوعي لدى الأجيال الناشئة حول أضرارها، وتشجيعهم على تبني بدائل بيئية آمنة.
وأكد في ختام حديثه أهمية مواصلة الجهات المعنية تطوير الحلول والبدائل العملية التي تُسهم في تسهيل عملية التحوّل والتخلص التدريجي من التلوث البلاستيكي، وصولًا إلى بيئة نظيفة وصحية وآمنة للجميع.

وعبّرت بدرية بنت صالح البلوشية، وهي من المواطنات المهتمات بالشأن البيئي، عن سعادتها بقرار حظر الأكياس البلاستيكية من الأسواق، مؤكدة أن القرار يُعدّ خطوة مهمة طال انتظارها، لما له من أثر إيجابي في الحد من التلوث الناتج عن الأكياس البلاستيكية التي يصعب تحللها.

وأشارت البلوشية إلى أنها، ومنذ إعلان القرار، بدأت بالبحث عن بدائل صديقة للبيئة تساعدها في الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية، مضيفة أنها قامت بتوعية أسرتها، وخاصة أطفالها، بأهمية الحفاظ على البيئة، والدور الكبير الذي تقوم به الدولة وهيئة البيئة في هذا الجانب.

وسردت البلوشية أحد المواقف التي تعرضت لها، حيث ذكرت أنها زارت أحد المراكز التجارية لتتفاجأ بعدم التزامه بتنفيذ القرار، بحجة عدم الجاهزية، لكنها كانت مستعدة، حيث استخدمت أكياسًا قماشية كانت قد حصلت عليها سابقًا من هيئة البيئة، ورفضت استخدام الأكياس البلاستيكية المتوفرة لديهم.

وفي ختام حديثها، أعربت بدرية البلوشية عن سعادتها بهذا التوجه، مؤكدة أن مثل هذه القرارات تعزز الشعور بالمسؤولية الفردية، وتسهم في نشر ثقافة بيئية إيجابية تسعى إلى حماية البيئة وضمان استدامتها للأجيال القادمة

كما أكدت المواطنة العمانية حميدة بنت حمد القسيمي، التي عادت مؤخرًا من إقامة امتدت لأربع سنوات في ماليزيا، أن قرار حظر الأكياس البلاستيكية في سلطنة عُمان يُعد خطوة إيجابية ومهمة في الاتجاه الصحيح، مشيرة إلى أنها عايشت تطبيق هذا النظام البيئي المتقدم في ماليزيا، حيث أصبح جزءًا من ثقافة المجتمع وسلوكياته اليومية.

وقالت القسيمي: أثناء إقامتي في ماليزيا، لاحظت أن الأكياس البلاستيكية غير متوفرة في المتاجر، ويحرص الأفراد على استخدام أكياس قابلة لإعادة الاستخدام أو عربات التسوق الخاصة بهم. وحتى عند شراء الخضروات أو الأسماك أو اللحوم، لا تُقدّم الأكياس للمتسوقين، بل يُطلب منهم إحضار وسائلهم الخاصة للتعبئة، وهو أمر بات مألوفًا لدى الجميع هناك.

وأشارت إلى أن هذه الثقافة البيئية أصبحت راسخة بين مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الأجيال الناشئة، لافتة إلى أهمية إدخال مثل هذه المفاهيم ضمن البرامج التربوية والمناشط الصيفية في سلطنة عُمان، لترسيخ الوعي البيئي لدى الأطفال منذ سن مبكرة.

واختتمت القسيمي تصريحها بالتعبير عن سعادتها بتطبيق القرار في السلطنة، مؤكدة أنه يعكس حرص الجهات المختصة على حماية البيئة وصون مواردها، مضيفة: نأمل أن تتوسع هذه المبادرات لتشمل مجالات بيئية أخرى، لما لها من أثر مباشر في تعزيز سلوك الاستدامة والمحافظة على البيئة المحلية.

الجدير بالذكر أن هيئة البيئة أكدت أن هذه الحملة تأتي ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية لنشر الوعي البيئي، داعية أفراد المجتمع إلى المساهمة الفاعلة في حماية البيئة من خلال تبني ممارسات مسؤولة مثل تقليل النفايات واستخدام البدائل القابلة لإعادة التدوير، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 وأهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى