أسوأ مواجهة بين باكستان والهند منذ عقود .. ما جديد الأزمة؟

وهج الخليج ـ وكالات
تبادلت باكستان والهند الاتهامات بشأن الاشتباكات الحدودية المستمرة منذ أربعة أيام والتي أسفرت عن مقتل نحو خمسين مدنيا لدى الطرفين. لليلة الثالثة على التوالي، قالت الهند إنها تعرّضت لهجمات بمسيرات باكستانية استهدفت أنحاء في كشمير والبنجاب. وأشار عمر عبدالله، رئيس الحكومة المحلية في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه، على حسابه على موقع “إكس”، إلى سماع “انفجارات متقطّعة” في جامو حيث يقيم، مضيفا أنّ المدينة غارقة في الظلام.
ـ الجيش الباكستاني يعلن تعرض ثلاث من قواعده لهجوم هندي
أعلن الجيش الباكستاني السبت أن ثلاثا من قواعده الجوية تعرضت لهجوم صاروخي هندي، بينها قاعدة تقع على مشارف العاصمة إسلام آباد بالقرب من مقر قيادة الجيش. وقال المتحدث العسكري أحمد شريف شودري أن الهند “شنت هجوما صاروخيا استهدف قواعد نور خان ومريد وشوركوت”. وقاعدة نور خان الجوية في روالبندي، حيث مقر قيادة الجيش، تقع على بُعد نحو 10 كيلومترات من العاصمة إسلام آباد.
ـ حكومة شطر كشمير الباكستاني تعلن مقتل 11 مدنيا في قصف هندي
أعلنت حكومة شطر كشمير الخاضع لإدارة باكستان السبت مقتل 11 مدنيا في قصف ليلي نفذته القوات الهندية قرب الحدود. وقال وزير الإعلام في شطر كشمير التابع لباكستان مزهر سعيد شاه لفرانس برس “الليلة الماضية، نفذ الجانب الهندي قصفا على أكثر من خمسة مواقع مختلفة على طول خط السيطرة. نتيجة ذلك، قتل 11 شخصا بينهم طفل وأربع نساء وأصيب 56 بجروح”.
ـ هجمات باكستانية مضادة على الهند
شنّت باكستان السبت هجمات مضادة على الهند بعدما تعرّضت ثلاث من قواعدها الجوية إلى ضربات خلال الليل، وسط مخاوف من تحول النزاع بين الدولتين النوويتين إلى حرب شاملة. وأعلن الجيش الهندي السبت عن هجمات باكستانية جديدة وقعت على الحدود المشتركة بين البلدين. وقال الجيش في بيان على منصة اكس “يستمر التصعيد الباكستاني السافر بضربات بواسطة طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول حدودنا الغربية”. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع أصوات انفجارات قوية في سريناغار، عاصمة الشطر الهندي من كشمير.
ـ هيئة الطيران الباكستانية تعلن تمديد إغلاق المجال الجوي
أعلنت هيئة الطيران الباكستانية بأنه تم تمديد إغلاق المجال الجوي السبت بعدما أفاد الجيش بأن الهند شنّت سلسلة هجمات على قواعد جوية. وأفاد بيان الهيئة بأن “المجال الجوي الباكستاني سيبقى مغلقا أمام جميع أشكال الرحلات حتى الأحد الساعة 12,00” ظهرا.
ـ خسائر وإصابات
مساء الخميس، هزّت عدّة انفجارات الشطر الهندي من كشمير التي يتنازع البلدان السيادة الكاملة عليها منذ تقسيمها عند الاستقلال في 1947. وأكّدت الهند “تحييد” الدفاعات الجوية، ردّا على هجوم ليلي “بصواريخ ومسيّرات باكستانية” كانت تستهدف “مواقع عسكرية”. وقالت اللفتنانت كولونيل الهندية فيوميكا سينغ إن باكستان “حاولت تنفيذ عمليات توغل بمسيّرات في 36 موقعا بنحو 300 إلى 400 طائرة بدون طيار”، في حين قال الجيش الباكستاني إنه أسقط “77 مسيرة” أطلقتها الهند على أراضيه منذ ليل الاربعاء-الخميس. وأكدت المسؤولة العسكرية الهندية وقوع “خسائر وإصابات” لدى الجانبين، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. ويتعذّر التحقق من صحة هذه التقارير بشكل مستقل، خصوصا أن الوصول إلى مناطق عديدة غير متاح.
ـ هستيريا حربية
بدوره اعتبر المتحدث باسم الخارجية الباكستانية شفقت علي خان الجمعة أن “السلوك غير المسؤول للهند وضع دولتين نوويتين على شفير نزاع كبير”. وأضاف المتحدث أن “الهستيريا الحربية للهند ينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للعالم”، في وقت تستمر المواجهة العسكرية بين البلدين رغم الدعوات الدولية الى ضبط النفس. في المقابل اعتبر الدبلوماسي الهندي الرفيع فيكرام ميسرا أن “الأفعال الاستفزازية والتصعيد من جانب باكستان تستهدف المدن والبنى التحتية المدنية الهندية جنبا إلى جنب مع الأهداف العسكرية”. وحذر مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية من “مخاطر التصعيد” بسبب “الخطاب العدواني ومنطق التصعيد المتطرف” بين الجارتين.
ـ تضليل إعلامي
أما نيودلهي، فعلّقت من جهتها فعاليات الدوري الممتاز لمدة أسبوع، بحسب ما أفادت وسائل إعلام هندية. ومع توالي الهجمات، توالت الدعوات الدولية إلى التهدئة. فقد زار وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير الهند وباكستان خلال اليومين الماضيين في إطار جهود المملكة للدفع نحو التهدئة بين البلدين، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) السبت. وترتبط السعودية بعلاقات سياسة واقتصادية وثيقة مع البلدين الغريمين.
ـ الصين تدعو إلى الهدوء وضبط النفس
أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان، وحثت الطرفين على العودة إلى مسار التوصل لتسوية سياسية عبر الوسائل السلمية، بحسب بيان نشر على موقع وزارة الخارجية اليوم السبت، نقلاً عن متحدث باسم الوزراة. وقالت بكين إنه يتعين على البلدين تجنب الإجراءات التي من شأنها تصعيد التوتر، حسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم السبت. وأضافت أن بكين مستعدة للقيام بدور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
ـ أميركا تعرض الوساطة
عرض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وساطة بلاده لإطلاق “محادثات بناءة” بين الهند وباكستان، وذلك خلال مكالمة مع قائد الجيش الباكستاني عاصم منير الجمعة، بينما تتبادل الدولتان النوويتان الهجمات لليوم الرابع. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إن روبيو “واصل حض الطرفين على إيجاد سبل لخفض التوتر وعرض مساعدة أميركية لإطلاق محادثات بناءة من أجل تجنب نزاعات مستقبلية”.





