المقالات

عمان أولا.. عمان فوق الجميع

بقلم:سلوم الكلباني
المحلل الإستراتيجي والعسكري

منذ أسبوع مضى إحتفلت سلطنة عمان بيوم القوات المسلحة، ذلك اليوم الذي تمكنت في قوات السلطان المسلحة مدعومة بقوات أنجلوسكسونية وقوات من بعض الدول الشقيقة والصديقة ، أن تدحر الظلم و الكفر والفسوق والعصيان، ورفعت رايات عمان خفاقة على كل شبر من أرض الغبيراء، عدا الساحل العماني الذي تم إعطاءه الإستقلال السياسي في عام 1971م.
إن مرحلة التوحيد التي تزامنت مع الحرب بين الإيمان العماني والكفر اليساري الماركسي، ما كان لها أن تتحقق لولا وجود قيادة سياسية محنكة وشعب عظيم قديم قدم التاريخ، فتحققت الوحدة وتحقق النصر وتم البناء، وإذ نستذكر اليوم التاريخ المجيد في عهدنا الجديد ورايات عمان خفاقة في السماء بيد قائدها الجديد الهيثم المعظم، نجد أن عمان ماضية على نفس النهج ولكن بأسلوب مغاير أكثر تقدما واقعيا وبراجماتيا، يمكن عمان من اقتناص الفرص، ويدحض كافة المؤامرات السياسية والإقتصادية.
إن العسكرية العمانية ما زالت في أوجها ولكنها أكثر حرفية ومرونة، وإن قوات السلطان المسلحة، وهي تقف على ثغور البلاد وحصونها قادرة اليوم أكثر من ما مضى على الذود عن حياض هذا الوطن، خاصة بعد الإدارة الحكيمة للموجودات الصلبة و خفض التكلفة العامة وبذلك تم تحقيق معادلة ” قوات عسكرية محترفة مرنة و بكفاءة قتالية عالية”.
لقد كان الحليف الإستراتيجي وما زال أداة مهمة لتحقيق متطلبات الأمن الوطني، وإن إدارة العلاقات الدولية مع الحلفاء الإستراتيجيين تتطلب جهدا عميقا وحرفية عالية وفهما مركزا للعقائد والمبادئ السياسية التي يسير عليها الحلفاء الإستراتيجيين، وإن التعامل مع هذا الملف يجب أن يصب أولا وأخيرا في مصلحة الدولة العمانية في الجوانب الإستراتيجية والعسكرية والسياسية والإقتصادية، ويجب أن لا نكترث لأي أبعاد سياسية لا تصب في المصلحة العمانية (فليذهب من شاء إلى الجحيم)، وإذا أراد منا الحلفاء الإستراتيجيين شيئا فيجب أن نحصل مقابل ذلك على منافع سياسية واقتصادية وعسكرية.
إن براجماتية العهد الجديد سائرة في طريق عمان أولا وعمان فوق الجميع، مع الحفاظ على مبادئ السلام ونبذ الصراعات و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إنها مبادئ سامية سارت عليها السياسة الخارجية العمانية، لكن السعي وراء المصالح لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع تلك المبادئ، وهاهو اليوم قد أتى لنستفيد من علاقتنا الدولية وحلفاؤنا الإستراتيجيين لتحقيق الأمن السياسي و الإقتصادي للشعب العماني تحت القيادة البرجماتية العادلة المحبة للسلام، جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى