منوعات

أسرارك في مضغك للعلكة!

على رغم تصنيفها العالمي كحلوى مستعملة غالباً للتخلص من روائح الفم، أو لجذب الأطفال على استهلاكها، إلا أن أهمية العلكة في فهم شخصية الإنسان، لم تأتِ من باب التسلية. بل هي وليدة حديثة لعلم لغة الجسد الذي يعتبر أن الفم يشكّل إلى جانب عناصر الوجه الأخرى، 80 في المئة من عملية التواصل بين البشر، في حين يشكّل الجسم 20 في المئة فقط. فبحسب المتخصصة في علم الفراسة جيسيكا خديدا، ترجّح الإحصاءات العلمية أن ” 50 في المئة يمضغون العلكة معبّرين بذلك عن السرور، في حين يعتمدها 46 في المئة منهم كوسيلة للقضاء على الملل والسيطرة على الانفعالات العصبية”. أما عملية تحليل شخصية الشريك بالإستناد إلى العلكة، فهي بحاجة إلى معاينة سلوك الفم ووضعياته الحركية بدقّة.

“إن غالبية الذين ينفخون الفقاعة، أي البالون، خلال مضغ العلكة، هم أشخاص إيجابيون، يرجّحون المرح في حياتهم ويحبّون مساعدة الآخرين والتعاون معهم. بينما تعتبر عملية الإستمتاع بنكهات العلكة المختلفة سلوكًا يدل على قدرة الفرد على الإقناع بوجهة نظره على حساب وجهة نظر الشريك، إضافة إلى اعتماده العلكة كوسيلة للهروب من التوتر والتخلص منه. أما الذين يمضغون العلكة بهدوء دون انفعالات، فهم أشخاص عمليون، يرسمون خططاً ومشاريع مستقبلية، وكذلك الذين يحبذون الإبتسامة خلال المضغ فهم طموحون، مثابرون واجتماعيون”، تشير خديدا لـ”النهار”.

هذا في الحالات الأكثر شيوعًا لمضغ العلكة، إلا أن طرقًا أخرى قد تعكس شخصية أكثر تعقيدًا. “البعض يستخدم العلكة بطريقة متطرفة، فيشد على حنكه ويأخذ وقتًا شاسعًا خلال عملية المضغ، وهذا ما يدل على العصبية المفرطة في الشخصية، واللجوء إلى التعنيف الكلامي والشتم، إضافةً إلى التعصب والتشبث في الأفكار والآراء. أما البعض الآخر، فيتعمدون إصدار الأصوات الصاخبة، أي ما يسمى شعبيًا بعملية “التطقيش”، إضافة إلى استخدام العلكة يدويًا ومن ثم وضعها في الفم. فهؤلاء أشخاص هزليون، ويحبذون إنتقاد الناس والسّخرية منهم”، أضافت خديدا.

أما في حال رفض الشريك عرض الضيافة وعدم تحبيذه العلكة، فهو دلالة عميقة على بعد آخر من شخصيته: “إن الذين يرفضون العلكة بإستمرار، هم في غالب الأحيان لا يحبون التعلق بشيء، بل هم إجمالًا يتصفون بالقسوة وحب الإعتماد على الذات دائمًا، حتى في حالات التوتر، إنهم يرغبون في استيعاب حالاتهم العصبية دون وسيط”. لكن، وعلى الرغم من الدهاليز التي قد تتفرّع عن عملية مضغ العلكة، إلّا أن الكفة ترجّح لمنافعها على حساب مضارها. “تبقى وسيلةً إيجابية للتركيز، فهي تزيد نسبة الأوكسيجين في الجسم بنسبة 35 في المئة وتنشّط دقات القلب بمعيار 3 دقات في الدّقيقة الواحدة، وهذا ما دفع العديد من المدارس الأوروبية والأميركية إلى تحبيذ استعمال العلكة في الحصص الدراسية شرط استعمالها بلياقة وتهذيب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى