أخبار محلية

الصحافة العالمية تحكي تاريخ عمان ب٢٧ ورقة بالمؤتمر .. و٣٠٠ وثيقة بالمعرض الوثائقي

• الضوياني: التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعمان وتاريخها التليد..
• الصحافة العالمية تحكي تاريخ عمان في 27 ورقة عمان..
• المعرض الوثائقي السابع يسترجع ذاكرة عمان قبل اكثر من 150 عاماً ب 300 صحيفة عالمية
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الرابع عمان في الصحافة العالمية والمعرض الوثائقي السابع

افتُتِح صباح اليوم بفندق جراند ميلينيوم مسقط، أعمال النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي السنوي ” عمان في الصحافة العالمية “، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام، وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسئولين والباحثين والمهتمين والمختصين في مجال الثقافة والإعلام، والذي تتواصل فعالياته على مدار يومين متتاليين. حيث يناقش المؤتمر مكانة عمان في الصحافة العالمية، وتُعقد فعاليات المؤتمر بمشاركة نخبة من أبرز الأساتذة، يناقشون خلالها 27 ورقة عمل مقسمه على مدار يومين تناقش ستة محاور رئيسه، وإلى جانب الشخصيات الدولية، يشارك نخبة من المتحدثين المحليين في المؤتمر. يأتي هذا المؤتمر انطلاقا من حرص هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على ترسيخ هذا الإرث الأصيل واتاحته للجميع من خلال تشجيع البحوث والدراسات التي تنقب عن الحضارة العمانية ومكانتها العالمية من خلال ما كتبته ونقلته الصحافة العالمية، باعتبارها امتدادا طبيعياً لتراث وإرث وطني زاخر بالعطاء، وحاضر يرسمُ الأمل لمستقبلٍ واعد، والذي يرفد المكتبة العمانية والدولية بالدارسات والبحوث.
من جانب آخر افتتح راعي الحفل معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام المعرض الوثائقي السابع والذي تنظمه الهيئة تزامنناً مع المؤتمر، والذي سيستمر حتى 13من أكتوبر 2016م بفندق جراند ميلينيوم بالخوير، ويحتوي على أكثر من 300 وثيقة مختلفة من الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية وأصول الصحف والمجلات، حيث يضم المعرض ستة أركان مختلفة هي ركن عمان في الصحافة المحلية، وعمان في الصحافة العربية، وعمان في الصحافة الأجنبية، والركن الرابع خاص لأهم وأبرز الصور والمقالات لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، وركن عمان في صحافة زنجبار وركن خاص بالتاريخ الشفوي. الجدير بالذكر بأن المعرض يفتح ابوابه على فترتين، الفترة الصباحية من الساعة 9:00 الى 1:00 ظهرا، وفي الفترة المسائية من الساعة 4:30 عصرا الى الساعة 9:30 مساء.
• كلمة رئيس الهيئة

وألقى سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مستهل المؤتمر كلمة رحب فيها بالمشاركين المختصين في الجوانب التاريخية والإعلامية والثقافية والسياسية، للمشاركة الإيجابية في المؤتمر الرابع الذي خصص حول عمان في الصحافة العالمية والذي يعقد في إطار البرامج والمؤتمرات التي دأبت الهيئة على عقدها وتنظيمها داخل الوطن وخارجه بهدف التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعمان وتاريخها التليد وحاضرها المشرق البهيج الذي أكدته الوثائق والخرائط والمخطوطات وكافة الشواهد التاريخية والحضارية عن أنماط مختلف العلاقات الدولية لهذا البناء والتواصل الحضاري، ونظراً لما تمثله الوثائق من مكانة مهمة في حياة الأمم والشعوب فهو رصيد حي يتأسس عليه تاريخها وحضارتها وإن إثارة الاهتمام بالوثائق والحفاظ على تراث الأمة يسهم في تشجيع البحث الدائم في غمار التاريخ وتعزيز الثقة بالمستقبل تواصلاً مع الماضي المجيد، وأضاف الضوياني بإن عمان من الدول الأكثر اهتماما بتاريخها إيماناً منها بأن الحفاظ على هويتها الوطنية وكيانها الحضاري إنما يكمن في بعث تراثها الحافل بالأمجاد والبطولات وفي العناية به وترسيخه في الذاكرة الوطنية الجماعية للشعب العماني باعتباره مرجعية لكل بناء تطمح إليه فهي بذلك تختزن مفردات حضارة أزلية اغنت الفكر البشري بالوثائق والمخطوطات في مختلف المجالات وترسخ رابطاً يربط الإنسان العماني بوطنه وتاريخه، ولا عجب فيما توليه الدول لوثائقها من حماية وصيانه لحفظ إنجازات هيئات ومؤسسات الدولة والمجتمع وانطلاقا من ذلك عملت الهيئة على العناية بالوثائق والمحفوظات بترجمتها وتوصيفها وتصنيفها وإتاحتها لخدمة الباحثين حسب آجال الاطلاع عليها خدمة للبحث العلمي والإبداع الفكري، وقال سعادته بإنه يتوجب العمل الحثيث على اقحام وتضمين هذا الإرث الوطني في المناهج الدراسية في مختلف المراحل العلمية والتعريف بالإنجاز الحضاري المعرفي من خلال إقامة المؤتمرات والدراسات الوثائقية فضلاً عن إقامة المعارض الدائمة والمؤقتة داخلياً وخارجياً ويسهم الإعلام بوسائله المختلفة و المتعددة في نقل المعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية ويفضي إلى إبراز الحوارات العلمية والجوانب التي تخدم الأهداف الاجتماعية والثقافية والسياسية والتقريب بين أفراد المجتمع وتوثيق العلاقات التي تساهم في عملية التنشئة الاجتماعية ومعالجة القضايا التي تهم الوطن والمواطنين بهدف خلق الوعى الاجتماعي والسياسي وغرس القيم الوطنية، وانطلاقا مما سبق فأن الصحافة ووسائل الإعلام بكافة أنواعها وأشكالها تخاطب المجتمع بمختلف مستوياته الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن خلال رصدها وتوثيقها للأحداث والوقائع بما في ذلك تاريخ العلم والتاريخ الفكري البشري والحياة الاجتماعية كلا ذلك مكننا من معرفته وِِتقصى وقائعه من خلال الصحافة التي تناولت الحضارة العمانية وأبرزت معالم التطور والإسهام العماني في الحضارة الإنسانية ومدتنا الصحافة بمعلومات قيمة من خلال إجراء الاستطلاعات بهدف الوقوف على الأحوال السياسية والاقتصادية وإفراد موضوعات وبيانات عن النظم والتشريعات التي تنظم كيان الدول ومؤسساتها وقياس حجم المشاركة المجتمعية في الحياة السياسية مما يتوجب علينا إيلاء الاهتمام بمحتويات الصحف كمادة وثائقية واكد رئيس الهيئة بإن الاهتمام بها احد المعايير والمؤشرات التي تدل على تقدم الدول وحرصها على التواصل الحضاري بين يومها وأمسها والحفاظ عليها أمانه علمية وحضارية ومن ضرورات بناء المستقبل ونــحن نـــشعر بالفخر والامتنان وبما يضاعف من شعورنا بالمسؤولية نحو مؤسساتنا الوطنية والأهلية وما تعمل الهيئة عليه من تجسيد للذاكرة الوطنية من خلال التعاون الملموس من جميع المسؤولين لدعم توجهات وبرامج الهيئة لتحقيق الأهداف المنشودة والغايات المرجوة للارتقاء بمستوى خدمة الوثائق والمحفوظات وتهيئتها للفائدة العامة وحفظ تراث مجتمعنا وذاكرته الوطنية وتأكيدا لهذا الغرض تنظم الهيئة مؤتمرها عُمان في الصحافة العالمية الذي يأتي تنظيمه ضمن سلسلة من المؤتمرات والبحوث والدراسات التي عملت الهيئة على إقامتها داخل سلطنة عمان وخارجها ونشر البحوث العلمية والتاريخية من خلال المشاركات القيمة لإثراء أعمال المؤتمر وانني لأشعر بالسعادة الغامرة لوجود الضيوف الكرام بينا من دول عدة مشاركين في أعمال المؤتمر فلكم ولهم جميعا التحية الخاصة والترحيب الحار بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية واشكرهم على تحملهم عناء السفر حرصاً منهم على المساهمة بأرائهم وخبراتهم ورؤاهم النيرة في إثراء المؤتمر وأتمنى لهم إقامة طيبة. وختتم سعادة الدكتور كلمته بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى معالي الدكتور عبد المنعم الحسني الموقر وزير الإعلام وكافة الجهات الحكومية والخاصة لاستجابتها الطيبة في الترشيح للحضور والمشاركة في فعاليات المؤتمر.
• الأهداف
تهدف هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من خلال مؤتمر “عمان في الصحافة العالمية “، الى دراسة أهمية الصحيفة باعتبارها وثيقة تاريخية، إضافة الى الاستفادة من التجارب العالمية في كيفية اعتماد المحتوى الإعلامي كوثيقة تاريخية، الى جانب دراسة صورة عمان وتطورها الحضاري في الصحافة العالمية، واستعراض الوثائق والمحفوظات والاَثار العمانية في الصحافة العالمية، كما تهدف الى تسليط الضوء على أهم الشخصيات والمشاهدات التي رصدتها الصحافة العالمية في عمان، وتأصيل صورة عمان وتوثيقها من خلال الدراسات العلمية والصور الفوتوغرافية.
• المحاور
تضمنت فعاليات المؤتمر حلقات واوراق عمل مختلفة بمشاركة عدد كبير من الأكاديميين والأساتذة والباحثين المهتمين يمثلون العديد من الدول العربية الى جانب السلطنة، حيث قدم 13 ورقة عمل في اليوم الأول مقسمه على جلستين وستعرض المؤتمر ستة محاور رئيسه هي: المحور الأول ” الصحافة والتاريخ” علاقات التأثير والتأثر، حيث سيتطرق المحور من خلال مجموعة من أوراق العمل المختلفة الى المحتوى الإعلامي باعتباره وثيقة تاريخية، وعلاقات التأثير والتأثر بين الصحفيين والمؤرخين، فيما تتناول المحاور الخمسة الاَخرى ” عمان في الصحافة الخليجية، والعربية، والاَسيوية، والأفريقية، والأوربية والأمريكية ” حيث سيشمل تحليل ودراسة الدور الحضاري العماني في الصحافة المختلفة، الى جانب تحليل ودراسة المشاهدات الإنسانية التي رصدتها الصحف الدولية، وتحليل ودراسة الصور الصحفية عن عمان.
• جلسات الندوة
تضمنت الجلسة الأولى من اليوم الأول سبع أوراق عمل متنوعة ترأسها الأستاذ الدكتور العروسي الميزوري، حيث قدم الدكتور عبدين شندي أستاذ مشارك في الدراسات الأفريقية والإسلامية، بجامعة أديلفي نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية، أول ورقة عمل في المؤتمر بعنوان ” وسائل الإعلام القديمة ومرويات السفر بوصفها وثائق تاريخية عمان أنموذجاً ” سعى شندي من خلال ورقته إلى استثمار سرديات ومرويات السفر بوصفها نوعا لما يمكن تسميته “وسائل الإعلام القديمة”، كما تهدف على الخصوص إلى محاولة فهم واستقصاء كيفية اعتبارها بمثابة نافذة على المجتمع العماني تاريخياً، تحديداً قبل ظهور وسائل الإعلام الحديثة، على غرار الإعلام المطبوع، والمرئي، والمسموع، والأنترنت، خصوصا وأن وسائل الإعلام الحديثة تعد أكثر تعقيدا واتساعاً مما كانت عليه متطلبات “إعلام السفر”. ومن ثم فإن كلاهما يقدم مجموعة واسعة من وجهات النظر لكيفية تحسين الأوضاع السياسية، والاجتماعية والاقتصادية والثقافية مقارنة، بالماضي، بما يساعد على فهم الكيفية التي تمت بها نشأة المعلومات حول المجتمعات وسائل الإعلام على حد سواء.
عمان في كتابات السفر
فيما تناولت الورقة الثانية ” صورة عمان في كتابات السفر الصحفية البريطانية في الفترة 1996 – 2001 ” تطرق خلالها الدكتور محمد بن احمد الحبسي، أكاديمي وباحث في الحقل السياحي والتعليم العالي، حيث اهتمت عمان من عصر الاستكشاف إلى السياحة بدراسة وتحليل صورة عمان في كتابات السفر البريطانية: ككتاب الرحالة القديمة (2838-1959)، وكتابات السفر الصحفية خلال الفترة من (1996-2001)، وشركات السياحة والسفر البريطانية عن عمان (2001)، وعلى الرغم من أن هناك عدة دراسات تناولت صورة دول أو مناطق بعينها في كتابات السفر الإ أنها الأولى من نوعها التي تشمل على مقارنة هذه الصورة بثلاث وسائل إعلام. وتعد الدراسة نموذجا علميا لقياس نظرية الاستشراق عام 1978 للكاتب والباحث الأمريكي الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد، وأطروحته حول سلبية الكتابات الغربية عن الشرق وعن العالم العربي بالتحديد، واتخذ الحبسي الدراسة من صورة عمان في كتابات السفر البريطانية نموذجا للتحقق من مدى حقيقة فرضية إدوارد سعيد من عدمها بالنسبة للتفاعل الحضاري والتاريخي العماني الغربي بشكل عام والبريطاني بشكل خاص.
توثيق العلاقة
وعنونة الورقة الثالثة من الجلسة الأولى للدكتور خالد بن حمد الغيلاني، الخبير التربوي بوزارة التربية والتعليم ” بعلاقات التأثير والتأثر بين الصحفيين والمؤرخين”، وذكر فيها بأن العلاقات بين مختلف العلوم الإنسانية علاقات متداخلة ومتشابكة، وتتمايز هذه العلاقات من حيث المتانة والقوة بين علم واَخر من منطلق ما يقدمه هذا المجال للمجال الثاني من دعم وتأييد يعمل على حفظه من جانب ونشره من جانب اَخر، والتاريخ من العلوم الرائدة التي وطدت علاقتها بالإعلام لدوره في نشر الأحداث التاريخية، ووصولها لأكبر قاعدة من الجماهير، ولذلك فإن التأثير بينهما تأثير متبادل مبني على ما يقدمه كل علم للآخر من دعم ومساندة. فمن خلال ورقة العمل سعى الباحث لتوضيح العلاقة بين الصحافة كفرع من فروع الإعلام المهمة والتاريخ في إطار بحثي يعتمد المنهج التحليلي كمدخل لتوضيح هذه العلاقة، كما وتناول الباحث إسهامات الصحافة العمانية في حفظ التاريخ العماني.
إثراء الصحافة
وجاءت الورقة الرابعة خاتمة للمحور الأول الصحافة والتاريخ والتي قدمها الباحث طالب بن سيف الخضوري مدير مساعد لدائرة الاطلاع على الوثائق، تطرق خلالها على اسهامات الصحافة في نواحي الحياة العمانية المختلفة من خلال ورقة العمل ” دور مجلة العقيدة في إبراز جوانب التاريخ العماني منذ بداية التأسيس وحتى 1995م” دراسة تحليلية، ففي عمان ومنذ بدايات النهضة المباركة لعبت الصحافة العمانية دوراً كبيراً في إثراء الوسط العماني والخارجي بمختلف الأخبار والعلوم المفقود منها والمعلوم، فهي المرآة الاتي يتعرف من خلالها الأنسان على أهم الأحداث والأخبار، هدف الباحث الى التعرف بداية على ظروف تأسيس المجلة ورئيس تحريرها إلى جانب أماكن طباعتها، ودور المجلة في إبراز التاريخ العماني من خلال ما تنشره من مقالات وتحقيقات صحفية عن أهم القضايا المتعلقة بتاريخ عمان، وأهم الشواهد التاريخية الموجودة في تلك الفترة مع الصور، الى جانب التطرق إلى العادات والتقاليد والتعليم التقليدي السائد في السلطنة وغيرها من القضايا، حيث اعتمد الباحث في دراسته على المنهج التاريخي والتحليلي.
اعرف وطنك
اما الورقة الخامسة التي قدمتها الباحثة أحلام بنت حمود الجهورية، باحثة تاريخ بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، عنوانها ” عمان من خلال مجلة العربي”، استطلاعات سليم زبال نموذجاً (قراءة تاريخية)، حيث قامت مجلة العربي بدور ثقافي مهم على مدى أكثر من نصف قرن، وذلك من خلال المحتوى الثقافي الرصين الذي قدمته للقراء، وكان لزاوية (اعرف وطنك أيها العربي)، دوراً مهماً في التعريف بأوضاع الدول العربية، حيث استطاع الصحفي الكبير سليم زبال أن يوثق باستطلاعاته الصحفية الأحداث التاريخية التي مرت بها الكثير من الدول العربية من خلال تلك الزاوية الثابتة، وكان لعمان نصيباً من تلك الاستطلاعات. تهدف الباحثة من خلال الدراسة إلى قراءة تاريخية لاستطلاعات سليم زبال عن عمان في الفترة من 1958 إلى 1973م، على مدى خمسة عشر عاماً، حيث تعد تلك الاستطلاعات الموثقة بالصور والمقابلات الشخصية من المصادر المؤرخة لأحداث تلك الفترة التاريخية.
الدور الحضاري للعمانيين
وفي الورقة السادسة من الجلسة قدم الدكتور فيصل سيد طه حافظ، أستاذ مشارك بجامعة الكويت، ورقته بعنوان ” الدور الحضاري للعمانيين في شرق أفريقيا في الصحافة الكويتية”، جريدة الجريدة نموذجًا، حيث ارتبط العمانيون بالساحل الشرقي لأفريقيا منذ القدم، وتأتي الدراسة للتناول بالتحليل ما تناولته الصحف الكويتية عن الدور الحضاري العماني في شرق أفريقيا مع التركيز على جريدة الجريدة نموذجًا، لما أولته الصحافة الكويتية من اهتمام ملحوظًا بالدور العماني من خلال استعراضها لما كتبه المؤرخون والباحثون الكويتيون وغيرهم من المهتمين بتاريخ وحضارة عمان في شرق أفريقيا، وتعد جريدة الجريدة على رأس الصحافة الكويتية التي كان لها قصب السبق في هذا المضمار؛ حيث نشرت في الآونة الأخيرة العديد من المقالات والدراسات التي تناولت جهود بعض مؤرخي الكويت وغيرهم حول الدور الحضاري للعمانيين في شرف أفريقيا.
المواقف عمانية
وجاء عنوان الورقة الأخيرة من الجلسة الأولى بعنوان ” الحضور العماني في صحف الخليج قراءة تحليلية في صحف دولة الإمارات العربية المتحدة “أنموذجا”، للدكتورة عفاف السيد عبد المجيد العلي، الامين العام للجمعية الأسيوية، ومدير مركز التراث والدراسات الاسيوية، ومدير تحرير مجلة التجربة الاسيوية، قدمت الباحثة من خلال الورقة البحثية رصد تاريخي لأهم ما تناولته الصحف الإمارتية فيما يخص الشأن العماني، سواء ما ورد ذكره عن جدول أعمال الزيارات الرسمية والودية المتبادلة على (مستوى القمة) او على المستوى التمثيل السياسي فضلاً عن رصد ما ذكرته الصحف عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاطراد في حجم الاستثمارات علاوة على ما أشادت به صحف الأمارات بمواقف عمانية وصفتها في كثير من الأحيان (بالمشرفة) نحو قضايا وأحداث عربية ودولية عده. وقد عمدت الدكتورة في ورقتها على التنوع في مناهج البحث التاريخية المستخدمة فركلت إلى استخدام المنهج التاريخي التحليلي والوصفي والاحصائي.
الجلسة الثانية
الجلسة الثانية ليوم أمس ترأسها الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي، واحتوت على ستة أوراق عمل بدأت بورقة عمل قدمها الدكتور بدوي رياض عبد السميع، أستاذ بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، بعنوان ” تناول صحيفة الأهرام المصرية للقضية العُمانية” في الفترة (1954-1970)، حيث ألقت القضية العمانية بظلالها على الساحة الإقليمية والدولية، وانعكست آثارها على الأوضاع في منطقة الخليج العربي من ناحية، وعلى العلاقات العربية – العربية من ناحية أخرى، ثم على مجمل العلاقات العربية البريطانية من ناحية ثالثة؛ باعتبار أن بريطانيا كانت صاحبة السيادة على منطقة الخليج العربي منذ عام 1820. وقد لعبت مصر دورًا رئيسًا في مساندة القضية العمانية في المحافل العربية والدولية، باعتبارها قضية قومية تقف في وجه الاستعمار، وانعكس ذلك في صحافتها. وبالتالي لعبت الصحافة المصرية، وفى القلب منها صحيفة الأهرام الغراء، دورًا كبيرًا في مساندة تلك القضية.
التاجر الفرنسي
وعرج الباحث ناصر بن سعيد العتيقي، عضو دراسات ومتابعة في وزارة التربية والتعليم، من خلال ورقة العمل والتي تحدث فيها عن ” التاجر الفرنسي جوجير مراسل جريدة الأهرام المصرية من مسقط خلال الفترة (1904 – 1905)”، ويعتبر جوجير أحد التجار والمستشرقين الفرنسين عاش في مسقط اعتبارا من عام 1899 م وفتح وكالة فرنسية لتجارة السلاح واتخذ من مسقط مركزا تجاريا له وكان على علاقة بالسلطان فيصل والشيخ مبارك الصباح امير الكويت. تناول الباحث أهم المراسلات التي كتبها جوجير من مسقط وتاريخها، كما ويكشف عن صورة من صور التنافس الاستعماري الإنجليزي الفرنسي في مسقط والخليج والذي تمثل فيما كتبه جوجير في وسيلة إعلامية مصرية. إضافة إلى عرض لأهم المقالات التي وردت في جريدة الأهرام المصرية ونتيجة هذه المقالات في الساحة العربية والخليجية وتأثيرها على التواجد الفرنسي والإنجليزي في مسقط، وذلك من خلال المنهج التاريخي التحليلي الذي اتخذه الباحث.
سياسة حكيمة
من جانب اخر تحدث الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبد الجليل شلبي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر فرع المنصورة، في الورقة الثالثة من الجلسة الثانية عن “دور عمان السياسي والحضاري تجاه القضايا العربية في الصحافة المصرية 1970-1980م” جريدتي الأهرام والجمهورية نموذجًا” حيث تعد السنوات العشر الأول من حكم السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه من أهم مراحل الحكم في عُمان في تاريخها المعاصر، ففي تلك السنوات استطاع أن يضع اللبنات الأولى لسياسة عُمان الداخلية والخارجية، وتمثلت تلك السياسة في ابعاد البلاد عن التحزبات والتوترات التي كانت تشهدها المنطقة، والتفرغ لبناء الدولة على أسس علمية سليمة. وبقدر وضوح رؤيته إزاء السياسة العالمية، فإن ذات الوضوح لم يتغير في السياسة العربية والإقليمية، ولكنه انحاز للقضايا العادلة لأمته العربية. وكما كان لهذه الفترة أهميتها في السياسة العمانية تجاه القضايا العربية، فإنها ايضًا تمثل أهمية قصوى في إبراز وجه عُمان الحضاري بعد أن طغت عليه بعض الأحداث السياسية قبيل حكم السلطان قابوس حفظه الله ورعاه، وكان للصحافة العربية بوجه عام، والمصرية بوجه خاص، دور في كشف خبايا السياسة العمانية الجديدة، وإبراز بعض الجوانب الحضارية والثقافية لدى المجتمع العماني وأثرها في اتخاذ القرار حيال القضايا العربية. وذلك ما اوضحه شلبي من خلال ورقته التي تمحورت حول عدة محاور هي: دراسة في المصدر (أهمية جريدتي الأهرام والجمهورية)، إضافة الى رصد الجريدتين لمواقف السلطنة تجاه القضايا العربية، ورصد الجريدتين للموروث الحضاري والثقافي العماني وأثره على مواقفها العربية.
توطيد العلاقات
وفتش الباحث الدكتور محمد بن أحمد جهلان، أستاذا للأدب الحديث والنقد بقسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب واللغات، بجامعة غرداية، في الورقة الرابعة بعنوان، ” حوالي ١٠٠ سنة من الحضور العُماني في الصحافة الجزائرية”، وغاص في أرشيف ضخم متعلق بعُمان في الصحافة الجزائرية على امتداد زمني يناهز قرنا من التاريخ، ويهدف البحث عن الحضور العُماني في الصحافة الجزائرية، وتفحُّص الوثائق التاريخية التي خلَّفها مجموعةٌ من الصحفيِّين المؤرخين من البلدين، ودور كلِّ ذلك في توطيد العلاقات العُمانية الجزائرية ماضيًا وحاضرًا. إضافة الى سرد تفصيلي تاريخي لحوالي 200 وثيقة صحفية متعلِّقة بعُمان في الصحافة الجزائرية.
التأثير الثقافي والحضاري
وقدم الباحث إسماعيل بن أحمد الزدجالي، تخصصي أول شؤون إدارية بديوان البلاط السلطاني، الورقة الخامسة بعنوان ” عمان في الصحافة الهندية”، حيث حظيت عمان باهتمام الصحافة الهندية منذ بداية انطلاقتها عام 1780م والتي دشنت بصدور مجلة البنجال Bengal Gazette، وتزايد الاهتمام بعد ظهور الصحافة العربية بالهند عام 1902م وصدور صحيفة البيان برعاية الشيخ عبدالله العمادي، وما تبعها من ظهور العديد من الصحف والمجلات الناطقة باللغة العربية في الهند. وجاء هذا الاهتمام نتيجة للعلاقات التجارية والحضارية التي قامت بين الطرفين، وسلط الزدجالي الضوء على هذه العلاقات والتواصل الحضاري من خلال استعراض بعض مما أوردته الصحف والمجلات الهندية فيما يتعلق بالشأن العماني، مع التركيز على تتبع وتحليل المقالات الواردة في مجلة (ثقافة الهند) وهي مجلة علمية ثقافية جامعة فصلية يصدرها المجلس الهندي للعلاقات الثقافية التابع لوزارة الشؤون الخارجية في جمهورية الهند منذ عام 1950م وحتى الآن، بهدف خلق بيئة من التواصل الثقافي بين الهند والعالم العربي، وهي مقالات علمية محكمة عكست التأثير الثقافي والحضاري المتبادل بين الجانبين العماني والهندي.
الصحف الفارسية
وأختمت الجلسة الثانية بورقة ” عمان في الصحف الفارسية الصادرة في الهند في مطلع القرن التاسع عشر”، للباحث بلال اصدق، باحث السابقين من جامعة دهلي، ركز البحث على دراسة الأخبار المتنوعة والمتعلقة بعمان ومسقط والتي تم نشرها في الصحف الناطقة باللغة الفارسية مطلع القرن 19، فخلال الفترة بين 1822-1851 كان هناك أكثر من 15 صحيفة باللغة الفارسية تصدر من الهند، يوجد 19000 صفحة من هذه الصحف محفوظة في أرشيف الهند الوطني بنيودلهي، تحتوي أعمدة الشؤون الدولية لهذه الصحف بعض الأخبار التي تتعلق بعمان ومسقط تحمل عناوين مختلفة، وتناقش بعض هذه الأخبار رسائل إمام مسقط الموجهة للعامة حيث تنص بعضها على أن الإمام يحث المواطنين على جعل الحق منهاجا لحياتهم، كما توضح بعض الأخبار سعي عمان في تحسين وتقوية علاقاتها الخارجية مع بقية دول العالم، إضافة إلى أن المناسبات والأحداث المحلية التي تختص بها عمان كانت عامل جذب للصحافة الناطقة باللغة الفارسية الصادرة في الهند، ولا تخلو هذه الصحف من العناوين الكثيرة الأخرى المتعلقة بعمان.
جلسات اليوم
تتضمن فعاليات اليوم لمؤتمر “عمان في الصحافة العالمية” جلستان، تبدأ في الثامنة والنصف صباحا، وتستمر حتى الواحدة إلا ربع ظهرا، وستتطرق أوراق اليوم إلى عناوين عديدة، منها: دراسة تحليلية لصورة عمان الحضارية في صحيفة الفلق، وعمان في صحافة دول شرق أفريقيا، والتاريخ السياسي العماني في شرق أفريقيا، ودور الصحافة الزنجبارية في التثقيف والتنوير العماني، ودور الصحافة الأفريقية في إبراز الحضور الاجتماعي العماني في زنجبار، وعمان في الصحافة الإيطالية، والهوية السياسية العمانية في الصحافة الأوربية، وعمان في الصحافة الفرنسية والروسية.
المعرض الوثائقي
يحتوي المعرض الوثائقي السابع على أكثر من 300 وثيقة مختلفة من الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية وأصول الصحف والمجلات، حيث سيضم المعرض ستة أركان مختلفة، الركن الاول يشمل “عمان في الصحافة المحلية” يستعرض هذا الركن أهم المقالات والصور في الصحافة المحلية التي نشرت أخبارا عن عمان، سواء الصحف الصادرة من عمان أو من زنجبار كجريدة الفلق، وجريدة النهضة، وتايمز اوف عمان، جريدة الوطن، جريدة عمان وغيرها من الجرائد، إضافة الى ركن “عمان في الصحافة العربية”، ويستعرض هذا الركن أهم الصحافة العربية التي نشرت مقالات عن عمان كمجلة المصور المصرية، ومجلة العربي الكويتية ومجلة صباح الخير المصرية وغيرها من الصحف والمجلات، فيما يستعرض “ركن عمان في الصحافة الأجنبية”، أبرز وأهم الصحف والمجلات الأجنبية التي كتبت عن عمان ونشرت مقالات وصور كمجلة ساينتفيك لأمريكان، وجريدة لونيفرسي لوستريه الفرنسية، ومجلة ذا ناشيونال جيوجرافيك البريطانية، ومجلة ذا ايست افريكان انيول، وجريدة دو فوياج الفرنسية، ومجلة الإخاء الإيرانية وغيرها من المجلات. وفي الركن الرابع يتحدث ويبرز الصور والمقابلات والمقالات لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه في مختلف الصحف والمجلات العالمية، كما يضم المعرض ركن عمان في صحافة زنجبار وبه باقة متنوعة من اصول الصحف والمجلات وأبرز الصحف المحلية والعالمية التي تمتلكها الهيئة، الى جانب ركن خاص بالتاريخ الشفوي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى