المقالات

كل إناء بما فيه ينضح

بقلم : غنية الشبيبية

إن المتأمل  بعمق  في أحداث  مباريات كأس آسيا المقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة ليجد نفسه أمام تساؤلات كثيرة منبقثة من موقف الجمهور العماني الشهم  إزاء مباراة قطر و كوريا الجنوبية ثم مباراة قطر و الإمارات   ومساندته الصادقة لإخوانهم القطريين الذين لم يتسن لهم تشجيع فريقهم في المدرجات.

وهو موقف لا ريب  عظيم ينم عن طيب الأصل العماني ومروءته وشهامته وتسامحه في زمن الحروب والآفات و سفك الدماء ومقاطعة الأخ لأخيه وسكب القذف والشتائم وتبادل التهم عبر منصات إعلامية مرموقة لا ينبغى أن تكون بهذه الصورة المخزية!!

وموقف العمانيين هذا ليس بغريب عليهم قط؛ فتاريخهم العريق الضارب في جذور التاريخ الإنساني لأعظم دليل على قلوبهم الطاهرة المحبةللخير والتسامح وثمة مواقف كثيرة سأذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر… فحينما أرتدت الكثير من قبائل الجزيرة العربية عن الإسلام في عهد الخليفة الراشد سيدنا أبي بكر الصديق، ظلت منارة الخير العمانية تبث نورها في أرجاء الدنيا معلنة عن قلوب تشربت تعاليم الدين الجديد عن حب وقناعة.

ومن تلك المواقف الجليلة   أيضا مما يحضر في ذاكرتي موقف العمانيين السمح من استنجاد أهالي شرق أفريقيا بهم لطرد البرتغاليين  ثم نشرهم الإسلام هنالك.. وكذلك موقف الإمام الصلت بن مالك إزاء نداء المرأة السقطرية وتجهيزه الجيوش الجرارة لتنظيف سقطرى المسلمة من براثن الأحباش النصارى.
وغيرها من المواقف التي تشي عن عظمة الإنسان العماني و رؤيته الثاقبة وحبه للخير وردع الصدع ولم الشمل ، وكل ما يمكن البت فيه الآن هو أنكم بموقفكم هذا  إزاء منتخب قطر وشعبه  الشقيق قد شرفتمونا شرفا عظيما وأظهرتم طهر القلب العماني وقداسة مواقفه فكونوا فخورين بذواتكم  وأديروا ظهوركم لتلك الأ صوات التي تستخف بكم فكل إناء بما فيه ينضح!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى