منوعات

رعاية الاطفال “الحضانة”

وهج الخليج-مسقط
تحقيق: طايف البحيري وهادي الخذيري

اصبح التقدم والنمو والرقي صفه عامة يمكن ملاحظتهما على اغلب مجتمعات ودول العالم، فالعالم يسير في خطىً سريعة نحو التغير في أساليب العيش ليس في المجال الاقتصادي والتكنولوجي فحسب بل في المجال الاجتماعي أيضا حيث شمل التغير العادات والتقاليد والمجال الصحي والتربوي ومجال الرعاية الاجتماعية المقدمة لفئات معينة من أفراد المجتمع كالعجزة والأرامل والمعوقين والأطفال وغيرهم ومجال الرعاية الاجتماعية هو أحد اوجه التنمية الاجتماعية التي تعتمدها دول العالم في تقدمها ولأهميتها ولتنوع خدماتها في المجتمعات الحضرية حيث تترك ألام المنزل وتخرج للعمل وهذا من سمات تغير المجتمعات فتظهر مشكلة تنشئة الطفل ورعايته فترة غياب الام عنه، من هنا جاءت أهمية دور الحضانة لتقوم بهذه المهمة ولتساعد أسرة الطفل من خلال ما تقدمه من خدمات وبرامج للأطفال.
الامراض والمخاطر النفسية
بالإضافة إلى إهمال الرعاية الصحية في هذا النوع من الحضانات، يشير دكتور نفسي ، إلى الأمراض والمخاطر النفسية التي تحف بالطفل على أيدي معلمات غير تربويات، فلا تجد المعلمة مانعاً في ضرب الطفل وتعنيفه إن لم تستطع توصيل المعلومة إليه، وهذا الأمر يتكرر عندما تجد نفسها لا تقوى على التحكم في شقاوة الأطفال وفرط حركتهم، لذا يجب ان تكون العاملات في دور الحضانات مدربات ومؤهلات تربوياً من أجل معاملة سوية مع الأطفال.

ويضيف أستاذ سالم سعيد علم النفس، كثيراً ما سمعنا ورأينا أطفال تعرضوا لاعتداءات جنسية في الحضانة على أيدي شواذ، لذا على الأم أن تكون علي ثقة تامة من العاملات وإن شكت في تغير سلوك الطفل عليها بالمراقبة السؤال ولا مانع من تغير الحضانة فوراً حفاظاً على صحته النفسية، وحفاظاً على صحتها النفسية هي أيضاً حتى تتخلص من القلق والتوتر المسيطر عليها لأنه غالباً ما يؤدي بها إلى اكتئاب.
الخبرة الغير الكافية :
اختارت فاطمة العويسي(موظفة بقطاع حكومي) أن تضم ابنها الرابع وهو عمره شهور إلى حضانة العمل وتستطرد قائلة: لكن أول ما صدمتُ به أن المربية المسئولة عن ابني كانت جديدة ولم تكن بالخبرة الكافية، فأهملت في نظافته حتى أصيب بإلتهابات جلدية، وما اكتشفته صدفة أن العاملات غير حريصات على تهدئة كل طفل من البكاء فيتركونهم في غرفة واحدة حتى تكاد تتوقف قلوبهم فينامون بعدها.
أما ام سعيد التي اضطرت إلى النزول إلي سوق العمل من أجل مساعدة زوجها تحمل نفقات البيت فلم تحتمل الإهمال الجسيم الذي تعرض له ابنتها الريم(عامان) في الحضانة، وتقول ام سعيد : اضطررت للعمل من أجل تخفيف العبء عن زوجي في تحمل نفقات البيت ، ولأن مواعيد عملي من السابعة صباحاً حتى الثانية مساءاً كان مكان “الريم” هو الحضانة، إلا أنني دفعت ثمن هذا الاختيار من اكتائبي وتوتري بسبب إهمال طفلتي، فلقد ذهب خالتها ذات مرة من أجل إحضارها مبكراً من الحضانة فرأتها نائمة وبجانبها على نفس السرير طفلة أخرى وقدميها في وجهها، وكانت هذه صدمة بالنسبة لي، فأدركتُ على الفور أنهم لا يهتمون بتربية الأطفال والسبب أنني أربي طفلتي على الخصوصية فتنام بمفردها على السرير، كما أنني لا أقبل على طفلتي أن يضع أي أحد قدمه في وجه ابنتي حتى ولو كان طفلاً مثلها.

المخاطر حسب العمر
أما طبيب نفسي ، فيؤكد أن المخاطر التي يتعرض لها الطفل داخل الحضانة تكون حسب عمره، على النحو التالي:
في العام الأول:
يتعرض الطفل للتجويع والإهمال وأحياناً تلجأ المشرفة إلى إعطائه منوم لترتاح من بكائه وإزعاجه، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والإلتهابات الناتجة عن إهمال النظافة.
في العام الثاني:
تبدأ حركة الطفل فيقع ويتخبط، والخطر الأكبر يكمن في فضوله واحتمال شربه لدواء خاطئ نتيجة نقص الرعاية.
في العام الثالث:
يلعب الطفل ويحتك بالآخرين، وهنا تنشأ مشكلة انتقال العدوى بين الأطفال والسبب أن بعض العاملات حريصات على ذهابهن إلى العمل أكثر من رعايتهن لصحة أبنائهن، لذا يجب أن تتمتع المعلمة بمستوى ثقافي معين، وألا تكون جاهلة بالصحة الطبية والنفسية للأطفال، ولكن ما يحدث غالباً أنها تكون مؤهل تعلمي متوسط وتكون أقرب من المربية وليست معلمة، لذا أؤكد أن أنسب معلمة للأطفال هي خريجة كلية رياض الأطفال.

رياض الأطفال:
وهي المرحلة التي يتعدى فيها الطفل الثلاث سنوات الأولى، ويكون في حاجة تنميوة مهاراته عن طريق التعليم غير المباشر بالألعاب (الرسم والتلوين، والصلصال)، كي لا نسرق طفولته فيكره عملية التعليم، خاصة وأن الأم تقضي وقتها معه في حل الواجب وتكون امتداد للمعلمة في الحضانة، بدلا من أن تحنو عليه.

اما دكتور محمود صلاح ، تخصص الاطفال يرى ان الطفل في السنين الثلاث او الاربع الاولى من عمرة يحتاج الى الوجود بجانب امه معظم الوقت. ويزيد “ويحتاج من الوالدين الرعاية والحماية والحنان والتدليل ؛ لما في ذلك من اكساب الطفل الثقة في النفس وقوة الشخصية والاحساس بالامان ،ليكون في المحصلة قادرا على مواجهة العالم الخارجي ،الاطفال الذين يذهبون الى الحضانات في سن مبكر مثل ستة اشهر او عام يكونون على عكس المتوقع ، اي اكثر خوفا واقل ثقة بالنفس واقل قدرة على التعامل مع الناس من الاطفال الذين ياخذون حقهم من حنان الوالدين”

من “الاثار السلبية” التي يتركها الحاق الطفل بالحضانة مبكرا . “يشعر الطفل بالبعد عن الام وفقدان جزء من الحنان ، ما يجعله يتلهف لرؤيتها . وهذا قد ينمي لديه الشعور بالغيرة ، ويولد لديه مشاكل اخرى مثل التبول اللاارادي ، وقضم الاظافر.
ومن الاثار السلبية على المدى البعيد ، تولد ” كره الطفل للمدرسة وعدم رغبتة في القراءة والكتابة ، وبخاصة اذا كان يجلس في الحضانة لساعات طويلة لتلقي الدروس مع غياب برامج الترفية “.
ان ابتعاد الاطفال عن والديهم قبل اربعة اعوام ” يشكل خطورة على الطفل في المستقبل من ناحية ، وقد يسهم في تطور الطفل من ناحية ثانية “.
وتكمن الخطورة ، في ” عدم توفر فرصة للطفل ليتعلم من والديه ، وبالتالي لن يشكل الوالدان نموذجا لتعلمه “.
ووفق ما يشير اليه العلماء النفس من ان الخمس سنوات الاولى للطفل هي الاكثر تاثيرا على شخصيته وسلوكه في المستقبل ، فان ذلك يجعله عرضه لان يتلقى الكثير من السلوكيات والعادات من خلال الاخرين ، وهو ما قد يكون تاثيرا ايجابيا او سلبيا على الطفل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى