منوعات

أطفال التوحد.. ما الذي يحول دون دمجهم؟

وهج الخليج-مسقط

تحقيق: شريفة الصلتية وحمدة المعشنية ومنى المهرية

‏الطيف التوحدي ،الاضطراب الذي حير العالم و الذي انتشر انتشاراً الواسعاً في كل دول العالم و سلطنة عمان ليست بإستثناء ،فما يقارب 5000 حالة موجودة في سلطنة عمان عدد، كبير منها بدون تشخيص و بحاجة الى من ينتشلها من هذا الكابوس .حيث يعاني الطفل التوحدي من عدة مشاكل تم التطرق لها في فترة سابقة في الصحف مثل التدخل المبكر ‏ومسألة المراكز التأهيلية وصعوباتها وأخيرا موضوع الدمج في المدارس العادية كخطوة أخيرة للحالات التي صاحبها تحسّن وتطور ملحوظ ،فأبسط حق من حقوقهم هو إدخالهم للمدارس مثل بقية الاطفال .

أرقام مخيفة
‏ ‏هذه الأرقام هي ما توصل إليه فريق أبحاث التوحد في جامعة السلطان قابوس. هناك أكثر من 5000 طفل مصاب التوحد في سلطنة عمان حيث أنه من بين 165 طفل يوجد واحد منهم مصاب التوحد . إضافة إلى أنه من بين كل 9 اطفال مصابين باضطراب التوحد يتم تشخيص طفل توحدي واحد فقط ويبقى ‏8 بدون تشخيص و 41% هو متوسط الدخل المفقود الذي تخسره كل الأسرة ترعى طفل توحدي.

وسم #أناالتوحدياين_حقي

وقد ظهرقبل مدة وسم #أناتوحدياين_حقي و لقي تفاعل كبير من قبل الاهالي للتعبير عن معاناتهم على أمل أن تتحرك الجهات المعنية، وقد ذكرت د. عليّة بنت سالم الغابشية (رئيسة اللجنة الاجتماعية بالجمعية العمانية للتوحد) حول هذا الموضوع ان هذا الوسم ليس الوحيد وقد سبقه أوسمة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن ‏هذا الوسم كان الأكثر شهرة خاصة بعد ان نال الأهالي من التعب ما نالهم بعد سنوات عجاف دون النظر الى مطالبهم التي مضت عليها عدة سنوات مثل مطالب للتأهيل ومطالب للتعليم، حيث يعانى المصابون بالتوحد من نقص خدمات التأهيل وخاصة في المحافظات المختلفة بعيداً عن مسقط بالإضافة إلى أن وزارة التنمية فى الآونة الاخيرة، وبسبب ازدياد المصابين بالتوحد اتخذت سياسة تخفيض عدد جلسات التأهيل للأطفال مما يؤثر على سرعة تحسن الأطفال.
أما بالنسبة للتعليم فأشارت د. علية أن وزارة التربية و التعليم رغم المطالبات العديدة من الإهالي لقبول أطفالهم، فإن التربية ما زالت رافضة أن تستقبل بشكل رسمى أطفال التوحد بسبب حسب ما تذكر عدم وجود موازنه ماليه لتعليم هؤلاء الأطفال ،حيث أن تعليمهم بحاجة الى صفوف خاصة بهم وكادر من المعلمين ‏المؤهلين و اخصائيين في مجال التربية الخاصة و الاخصائيين الاجتماعيين و النفسيين..
وأضافت انه قبل سنتين ونصف من الآن صدر قرار وزاري بتشكيل لجنة لتعليم اطفال التوحد ،تشارك فيها جميع الجهات الحكومية المعنية اضافة للجمعية العمانية للتوحد ولعل ابرز ما قامت به هذه اللجنة هو تقييم اطفال التوحد في كل أنحاء عمان واخضاعهم لعدّه اختبارات لدراسة قابيلتهم للدمج، ‏وتم فقط اختيار 14 طفل من مجموع أكثر من 400طفل تقدموا للتسجيل ليتم دمجهم في المدارس العادية، و هذا عدد قليل مقارنة بأعداد المصابين بالتوحد.

جشع المدارس الخاصة
وأوضحت الدكتورة عليّة هناك مدارس خاصة تستقبل الأطفال التوحد ولكنها غير مهيأة بشكل كلي ،إضافة الى أنها تستغل حاجة الأهالي من جهة و‏عدم قدرة وزارة التربية على استقبالهم في المدارس الحكومية من جهة أخرى ، لدرجة ان وصل الإستغلال في بعض المدارس الخاصة ان تفرض رسوم كبيرة على الطفل التوحدي تبلغ حوالي 5000 ريال في السنة و هذا المبلغ يفوق قدرة غالبية الاهالي ،فمن المؤسف أن يتم التعاطي مع هذا الموضوع على انه تجارة فحسب.
‏الا ان في الفترة الاخيرة كان هناك وعي من جانب بعض المدارس حيث كانت تستقبلهم من جانب إنساني لانهم بدأوا يدركون حجم معاناة هذه الفئة و كونها مهمشة ،و هناك الكثير من الحالات تحسنت كثيراً و تمكنت من الاندماج مع بقية الطلاب.

وأوضحت الأمهات بأن هناك مدارس خاصة تستقبل الأطفال التوحد ولكنها غير مهيأه بشكل كلي ،إضافة الى أنها تستغل حاجة الأهالي من جهة ورفض وزارة التربية على استقبالهم في المدارس الحكومية من جهه أخرى لدرجة انه وصل الإستغلال في بعض المدارس ان تفرض رسوم كبيرة على الطفل التوحدي تبلغ حوالي 5000 ريال في السنة و هذا المبلغ يفوق قدرة غالبية الاهالي ،فمن المؤسف أن يتم التعاطي مع هذا الموضوع على انه تجارة فحسب.

‏الا ان في الفترة الاخيرة كان هناك وعي من جانب بعض المدارس – القليلة جدا- حيث كانت تستقبلهم من جانب إنساني لانهم بدأوا يدركوا حجم معاناة هذه الفئة و كونها مهمشة.

شروط الدمج

‏ ‏ ذكرت سماح حمد الشكيلي خريجة جامعة سلطان قابوس، وتعمل أخصائية في مركز درة الشرق للتوحد، ‏بأن هناك عدّه هناك شروط وعوامل لنجاح دمج طفل التوحد في المدارس العادية، ‏منها ضرورة تأهيل المعلمين، وتمكينهم من تنفيذ البرامج، وتشكيل صفوف الدمج إضافة الى وجود أخصائي تربية خاصة اختصاصي نفسي واجتماعي في المدرسة لمتابعة حالة ومستوى طفل التوحد.
‏وتطرقت لضرورة التدرج في مسألة الدمج ، ففي البداية يدمج طفل التوحد مع اطفال الروضة ، ومن ثم يتم نقله للمدارس العادية حتى يتم التأكد من قابلية الطفل واستعداده العقلي والنفسي لهذا الموضوع ، إضافة لمراعاة الفروق بين طلاب التوحد و الطلاب العاديين.

واوضحت انه قبل دمجه لابد للطفل أن يعرف الامور الإدراكية والأكاديمية مثلا القدرة على تمييز الألوان والأشكال الهندسية والاعداد .إضافة إلى إجراء عدة اختبارات له و عرض حالته على الأطباء المختصين -هذا موجود فقط في مستشفى الجامعة و مستشفى المسرة فقط- اضافه لأنه يتم اخذ تقييم كامل من قِبل الاخصائيين الموجودين بالمركزالتأهيلي ،و هذا التقييم يشمل ( الجوانب الاستقلالية ، الاداركية ، الاكاديمية ،الاجتماعي ،مهارات التواصل )الذي يجريه اخصائي التربية الخاصة و عدّة تقييمات اخرى قِبل من اخصائي النطق و الاخصائي الوظيفي و الاخصائي النفسي. و بذلك يتم تحديد اذا كان الطفل قابل للدمج ام لا.

الايجابيات و السلبيات
‏الإيجابيات ذكرت الأستاذة سماح أن من إيجابيات الدمج هي زيادة ثقة الطفل التوحدي بنفسه ، و اكتشافه من للمهارات الإبداعية التي يمتلكها ،حيث أن عدد كبير من أطفال التوحد يملكون نسبة الذكاء كبيرة تفوق أقرانهم في كثير من الحالات. كما أن دمجهم داخل المدرسة يعني التمهيد لدمجهم في المجتمع ، وهذا ما سيساهم في تغيير النظرة تجاه هذه الفئة عوضاً عن تحسن حالة الاطفال المصابين ،إضافة ‏أن هذا الدمج لا يخدم الاطفال فقط بل يمتد ذلك إلى أسرتهم ، فهو يسهم في تخليص الأهل من الشعور بالذنب والإحباط والخوف الدائم عليهم فكل أسرة تفكر في مستقبل أبنائها وأتمنى أن تراهم بأفضل حال مع قادم الأيام .

تطرقت الاستاذة سماح الى أهم سلبيات الدمج وهو عدم وجود معلمين مؤهلين ومدربين جيدا وهذا بالتالي سوف يؤدي إلى فشل البرامج المعدّة للدمج ، و هذا سيصاحبه تزايد الفجوة بين أطفال التوحد و الأطفال العاديين وهو ما سيقلل الدافعية لهؤلاء الاطفال نحو التعليم،فالصفوف التي لديها اطفال توحديين او تلك التي يدمجون فيها بحاجة إلى أن تدار بطريقة مختلفة ‏عن الصفوف العادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى