أخبار محلية

الأطفال والتكنولوجيا “الإدمان الخطير”

وهج الخليج-مسقط

تحقيق: غيث السعدي وعمر الغافري وخالد البكري.

تبدأ كهدية للطفل، ثم فيما بعد تشكل خطرا عليه. نلاحظ في هذه الفترة الأطفال كثيرو الإدمان على الوسائل التكنولوجية، حيث يمكثون ساعات طويلة على هذه الوسائل دون أن يدركون مدى تأثير هذه الساعات عليهم الأمر الذي أدى إلى نشوء قصور في شخصية الطفل وعقليته وظهور حالات غريبة لديه. فما الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الإدمان للتكنولوجيا؟ وما الآثار التي ترتبت على هذا الإدمان؟ وما هي أنسب الحلول لمعالجة هذا الإدمان؟
أسباب وآثار اجتماعية
أشار الدكتور محمد بيومي – دكتور علم اجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية- إلى أن هنالك العديد من الأسباب التي تكمن وراء إدمان الأطفال للتكنولوجيا، وهي انشغال الوالدين عن الأبناء وترك أمور التربية لعاملات المنزل، كذلك عدم استماع الوالدين للأبناء أيضا من الأسباب المهمة التي تؤدي للإدمان على مثل هذه البرامج، بالإضافة إلى ذلك أن إدمان أولياء الأمور نفسهم للتكنولوجيا ينعكس ذلك على الأبناء أيضا. وأكد البيومي أن الآثار وخيمة للغاية حيث أن أقلها و أشدها في نفس الوقت هي ضمور ملكات العقل عن التفكير، كذلك إلى انخفاض نسبه الذكاء بشكل كبير، حيث أنه لا يحرك مدركاته فقط فيظل ساكن و يتتبع الخطوات، وبالتالي يؤدي الى تآكل العقل، كما ذكر أن الإدمان يترك آثار على شخصية الطفل مثل السلبية و الاتكالية، وعدم الاعتماد على النفس، وأشار أيضا أن الطفل يتخلى عن القيم الجماعية ويذهب للقيم الفردية وتكوين أصدقاء وهميين ومجتمع وهمي، وبالتالي ينقله من حيز مكاني اجتماعي واقعي إلى مكان افتراضي ويؤثر على شخصيته.
أسباب وآثار نفسية
ذكر الدكتور عادل محمد عدل – دكتور بقسم علم النفس بجامعة السلطان قابوس- أن الفراغ وعدم الاهتمام وعدم شغل وقت فراغ الطفل وأحيانا تدفعه الأسرة إلى ذلك الإدمان تخلصا من المسؤوليات، وكذلك إلى الإغراءات الموجودة في هذه الوسائل تدفه للإدمان. وأشار إلى أن الآثار المترتبة على إدمان التكنولوجيا هي أنها تؤدي إلى الاضرابات السلوكية كالميل إلى الوحدة والعزلة، وأحيانا الانطواء الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب.
أسباب وآثار تربوية
أوضحت صبرة بنت عمار- أخصائية تربية خاصة بمركز الملاذ للتأهيل المهني- أن أسباب إدمان الطفل للتكنولوجيا هو تغير الظروف البيئية للطفل والتكاسل في أداء الواجبات من قبل الأم والأب، وعدم مراعاة المرحلة العمرية للابن والاحتياجات النفسية والذهنية له، فالطفل لديه أسئلة يراد أحد يجيبها ولا يجد من يجيب عنها، وبالتالي يندمج مع التكنولوجيا وتصبح المعوض له لما فقده. فيما ذكر الأستاذ طالب الزهيبي –مدرس في مدرسة الإمام الصلت بن مالك- أن الأسباب المترتبة على الإدمان هي عدم إدارة الأطفال للوقت بشكل صحيح، وجاذبية البرامج والألعاب وغياب دور الأسرة في متابعة الأبناء. أما فيما يتعلق بالآثار فأشارت بنت عمار إلى أن من بين الآثار المترتبة على الإدمان البرود العاطفي، كذلك إلى السلوكيات التي يصدرها الطفل تصبح ليس لديها قيمة ذهنية وواقعية، بمعنى إصدار سلوك من أجل الحصول على التكنولوجيا، وبالتالي لا يصبح قيمة للأهداف التي يرمي إليها الآباء، كذلك عدم استغلال الذكاء الاجتماعي في مجالات أخرى، فيظهر الذكاء فقط في جانب واحد وهو التكنولوجيا، ويفتقد الذكاء في جوانب أخرى، وكذلك يفقد الطفل الاتصالات مع البيئة المحيطة، فتجده لا يتجاوب مع الناس ولا يشاركهم.

حلول متناسبة
أكدت الأستاذة نصراء العامرية – أستاذة علم نفس بمركز التقييم و التأهيل المهني- أن علاج هذا الإدمان يجب أن يكون من البداية من خلال معالجة الأسباب التي جعلت الطفل مدمن، وذلك عن طريق الاهتمام به وتوفير الرعاية المناسبة له ليكون قريب من الأسرة بشكل أكبر، كذلك إلى تحديد وقت معين لممارسة التكنولوجيا فهو أمر مهم للتخلص من الإدمان، وأيضا بضرورة تشديد الرقابة على الأطفال أثناء استخدامهم للتكنولوجيا. فيما أكدت بنت عمار على أن الحلول يجب أن تكون من قبل الأسرة، ووسائل الإعلام التي يجب عليها أن تعمل على توعية الأسرة بكيفية استخدام التكنولوجيا، كذلك إلى خلق النوادي الترفيهية ليمارس فيها الطفل حاجاته بدلا من الجلوس في المنزل، واستغلال فرص للتجاوب مع العائلة في زيارات الأقارب، في حين يجب الأب أن يكون صديق لابنه بدلا من أن يكون ولي لأن ربط العلاقة الحميمية مع الولد مهما جدا.
موقف الأطفال
أوضح صفوان السعدي وهو طالب في الصف العاشر أن استخدامه يكون على مدار اليوم في فترة الاجازة، من بعد ما تم تعبية الهاتف على مراحل، أما في فترة الدراسة يتم أخذ الهاتف من قبل الوالدين والاحتفاظ به إلى حين الانتهاء من فترة الدراسة. أما محمد السعدي وهو طالب في الصف التاسع يقول أن معدل استخدامه للهاتف يتراوح من 5 إلى 4 ساعات، وأكثر فترات الاستخدام تكون في فترة الظهيرة وما بعد صلاة العشاء، فيما بيّن محمد بن حمد السعدي وهو طالب أيضا في الصف العاشر أن معدل استخدامه للهاتف كلما شعر بوقت الفراغ. كما أوضحوا أن مدة استخدام أخوانهم الصغار كبير للجهاز اللوحي حيث أن عند منعهم من الاستخدام يبدئون بالبكاء، بينما أشار محمد بن جابر السعدي أن والده يضع مدة للاستخدام ساعة بعد الظهر وساعة بعد المغرب. وأكد صفوان أنه لا يشعر بأي ضرر من جهة استخدامه للهاتف بحكم استخدامه له في أوقات الفراغ، في حين يشعر كل من محمد جابر ومحمد حمد بنوع من الإدمان خصوصا أنهم عند الشعور بالملل يميلون إليه وليس لديهم القدرة على السيطرة على استخدامهم له مما أثّر عليهم في مستواهم الدراسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى