عمانيات

جوخة الحارثي تسهم في إثراء الأدب

وهج الخليج-مسقط

تحقيق: لبخيت زعبنوت وسالم زعبنوت

كاتبة وروائية عمانية تترجم أعمالها الى لغات عالمية
حصلت على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والأدب
“منامات” ، “سيدة القمر” ، “نارنجة”
سعيد الصقلاوي ” جوخة الحارثي عضو فعال في الجمعية”
محمد زروق ” رواياتها تمس قضايا المجتمع”

الفن الأدبي , هو ترجمان لما يحدث في المجتمعات والشعوب, وهو خطاب المشاعر والقلوب, وأيضا للفن رواده وساليكه , ومثل ما تتعدد أنواع الفنون الادبية, هنالك تعددت الشخصيات العمانية المبدعة في هذا الفن ومن ضمن هذه الشخصيات الدكتورة جوخة الحارثي، فمن هي جوخة الحارثي؟ , وماهي كتاباتها وأدبياتها ؟ وما هي أشهر انجازاتها وجوائزها؟ وكيف نظر النقاد الى أعمالها ؟
السيرة الحياتية
الدكتورة جوخة الحارثي هي كاتبة وروائية وأكاديمية عمانية، ولدت عام 1978م، تعلمت في سلطنة عمان والمملكة المتحدة، فقد حصلت على درجة الماجستير في اللغة العربية في عام 2003م، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة إدنبره بإسكتلندا. عملت كأستاذة للأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، تُرجمت بعض قصصها القصيرة إلى الانجليزية، والألمانية، والصربية، والإيطالية، والكورية، وتُرجمت بعض نصوصها إلى اللغة الإنجليزية ونشرت في مجلة “بانيبال” اللندنية، وإلى اللغة الألمانية ونشرت في مجلة “لسان”. لها مقالات ودراسات في الصحف والمجلات العربية والإلكترونية، وحاصلة على عدة جوائز محلية وعربية. وشاركت في العديد من الندوات والفعاليات الأدبية بسلطنة عمان، وألقت العديد من المحاضرات. وتعد رواية “منامات” الصادرة في عام 2004م، هي أولى الأعمال الروائية لجوخة الحارثي، و لها العديد من القصص القصيرة وأشهر رواياتها هي ” “سيدات القمر” , مانمات, نارينجا “، كما قامت بتأليف أعمال أكاديمية، وترجمت معظم أدبياتها الى اللغات الاخرى ومنها: اللغة الألمانية, الكورية, الإطالية, الانجليزية, الصربية.

النتاج الروائي:
• “منامات”، 2004م.
• ““سيدات القمر””، 2010م.
• ““نارنجة””، 2016م.

النتاجات الأخرى:
• “مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل” (مجموعة قصصية)، 2001م.
• “دراسات في أدب عمان والخليج” (دراسة بالاشتراك مع مؤلفين آخرين)، 2003م.
• “صبي على السطح” (مجموعة قصصية)، دار أزمنة، 2007م.
• “في مديح الحب” (نصوص)، 2008م.
• “عش للعصافير” (كتاب للأطفال)، 2010م.
• “ملاحقة الشموس”: منهج التأليف الأدبي في كتاب خريدة القصر للعماد الأصفهاني” (دراسة)، دار الدوسري، 2010م.
• “السحابة تتمنى” (كتاب للأطفال)، 2015م.

جوائز
ولقد حظت روايات الدكتورة جوخة بالجوائز وسرعة الانتشار، فقد حصلت على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والأدب في عام 2016م عن روايتها نارينجا ” البرتقال المر” ، ورشحت روايتها ““سيدات القمر”” لجائزة زايد عام 2011م، كما حصلت على جائزة أفضل رواية عمانية في مسابقة أفضل إصدار عُماني منشور في مجالي الأدب والثقافة لعام 2010 عن رواية ““سيدات القمر”” وأيضا نالت جائزة أفضل كتاب في فرع أدب الأطفال في مسابقة أفضل إصدار عُماني منشور في مجالي الأدب والثقافة لعام 2010 م عن كتاب “عش للعصافير”

“اضافة رائعة للجمعية”
ولقد وصف المهندس سعيد الصقلاوي رئيس جمعية الكتاب والادباء العمانيين أعمال جوخة بأنها تتميز بصيغة فنية وفكرية شديدة الخصوصية، وتنوع مؤلفاتها بين الرواية والقصة والقصص القصيرة جدا, لكنها ظلت تحمل كل الطروحات الوجدانية و الأدبية ووصف أعمال جوخة بأنها ذات قيمة عالية جدا في المجال الادبي كما أن الانجازات الخاصة بها كانت لها أهمية واضحة في مجال الكتابة والسرد، كما أكد الصقلاوي عضوية الحارثية في الجمعية مشيرا الى تعاونها الشديد معهم ومدى فعالية عضويتها في الجمعية، ولقد تحدث عن حصولها على جائزة السلطان قابوس قائلا “ان حصولها على الجائزة اضافة رائعة للجمعية وكذلك اضافة لكاتبة عمانية تحصل على هذه الجائزة الرفيعة”

نالت الجائزة بجداره
وأشار الدكتور محمد زروق استاذ بقسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس الى أن كتابات جوخة نالت صدى كبير , من جانب القارئ والمهتمين مما ساعد على أنتشارها، وفوز بعض أعمالها ساعد الكاتبة في الظهور على الساحة بالرغم من وجود منافسين لها في نفس المجال، وأضاف أيضا أن الى جانب الحظ هنالك مجهود بذل لإخراج تلك الروايات التي ترجمت الى عدة لغات، وأكد زروق أن الدكتوره نالت جائزة السلطان قابوس عن روايتها “نارنجة” بجداره, وأنه تم اختيار الروايات في المعرض من قبل لجان ليست لها علاقة بالمتقدمين للجائزة، وعبر عن رأيه في رواية “سيدات القمر” أنها كانت بإمكانها أن تنال نفس المرتبة التي نالتها “نارنجة” ولكن كان ذلك العام الذي ظهرت فيه “نارنجة” هو عام لتتويج أفضل رواية في سلطنة عمان، وقال ” أن ارتباط الكاتبة بالجانب المحلي والتاريخي, هو ميزه فعاله لجذب القراء وهو أسلوب مرغب للقارئ في المعرفة واشباع حاجة الفضول، والكثير من رواياتها المشهورة كانت لشخصيات محلية و صور الواقع التاريخي والاجتماعي المحلي ” وأشار الدكتور أن معظم الشخصيات التي تناولها روايات الكاتبة كانت نساء , وذلك لأنها تنظر بعين إمرأه وأقرب شي لها تلك السوالف التي تدار في مجالس النساء, وايضا أخذ بعض الصور النمطية مثال في رواية “نارنجة” شخصية أم عمر، وقال “أن رواياتها تمس قضايا المجتمع حيث انها تأخذ محاسن المجتمع وسوءاته, وان رواياتها مرآه عاكسة كلل ما يدور ويحدث حول ذلك المجتمع”

نقد “عش العصافير”
وصف الدكتور أحمد الحنشي استشاري بقسم اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس، أسلوب جوخة الحارثي في أحد أعمالها وهو “عش العصافير ” مشيرا الى أن قصتها لا تخلو من المتعة , وذلك تجنبها الأسلوب المباشر حيث تبتعد بالنص عن أسلوب النصح والارشاد فهي لا تريد من النص أن يكون درساً في الاخلاق, حيث أن القارئ بذاته يكتشف الأسلوب الخاطئ بنفسه , وتتضح له رؤية جديدة نحو الأسلوب الصحيح مما تتأكد لديه الرغبة في انتهاجه. فيشير الحنشي الى أن البطل كما تقدمه الحكاية واقعي , فيقول “هو عنيد يتصرف وفق ميوله , ولكن حين يتبع ميوله تظهر له المآزق والمتاعب, حيث لا يستطيع النوم بسبب كثافة شعره ووجود السكان الجدد لديه , فتحاول شخصية ” عبيد” الى قص شعره الذي من أجله يختبئ من والديه, حيث أنه لا يحب قص شعره او حتى غسله”.

“نارنجة”
وأشار الحنشي أن رواية ““نارنجة”” كانت تتسم بالمرجعية كما يسمى في مجال النقد, حيث تتميز العديد من الصفحات الروائية بذكر الاحداث التاريخية التي وجدت آنذاك فسجلتها في طياتها, وتستمر تلك الأحداث وتطول بمسيرة العائلة الواردة بالرواية, وقال ” تمر الرواية بقضايا اجتماعية منها: الضرائب والثورة على الأمامة والتدخل البريطاني وصولا الى الطلاب العمانيين المبتعثين الى الخارج ” وتحدث الحنشي عن أسلوب الكاتبة حيث أنها لم تتطرق الى الاشياء الكبيرة وانما أخذت من الاشياء البسيطة لتكتفي بها وهنا يتجلى التميز والتفرد في أسلوب الكتابة، وكما ذكر الحنشي أن الرواية كتبت وكأنها معايشة للتاريخ بين عمان والخارج , وكما أشارت للتاريخ من زاوية عن الذات وتأتي من النزعة الفردية حين يغترب الفرد عن أوطانه يكون شعوره بالاختلاف، وأنه أكثر مثال على ذلك عند شخصية زهور في رواية ““نارنجة””.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى