المقالات

لن انسى وساظل اقاوم

بقلم:إبراهيم عطا

احد الزملاء الاسبان من موظفي السفارة كان قد قال لي “من الافضل ان تنسى الماضي وان تفكر بمستقبلك وبمستقبل اولادك”، ويقصد بذلك ان انسى ما حل بفلسطين وبشعبنا قبل سبعين عاما. وكان كلامه جارحا وشعرت بغصة في اعماقي لانه يستخف بمعاناتنا وبنضالنا الطويل لاسترجاع ارضنا وحقوقنا، الا اني تماسكت وحدثته بهدوء واخبرته كيف ولماذا لا استطيع ان انسى ما فعله ببلدي وباهلي اولئك اليهود القادمين من اوروبا كمهاجرين ولاجئين فارين من ماسي الحرب والقتل والاضهاد العرقي والديني.
“انا لو نسيت ما حل بعائلتي من قتل وتهجير وتشريد، وتناسيت نكبة شعبي ومأساته، وعضضت على جرحي وتوقفت عن التفكير بما وقع لهم من قتل وارهاب واغتصاب على ايدي العصابات الصهيونية، وحياة الذل والبؤس التي عاشوها في مخيمات الدول المجاورة، فكيف لي ان انسى اني ما زلت لاجئا بلا وطن يأويني، ولا احمل جنسية تحميني، او جواز سفر يمكنني من التحرك والتنقل بدون قيود او عراقيل على الحدود وفي المطارات العربية وغير العربية؟، وكيف لي ان انسى و وثيقة السفر الخاصة باللاجئين الفلسطينيين تعيدني الى واقعي المرير كلما اخذتها من جاروري و هممت بالحجز او السفر لزيارة الاهل في لبنان ومخيماته،مسقط راسي وحيث يعيش اخوتي واقربائي منذ سبعين عاما، فاعود الى نقطة الصفر…؟”
ولكن لم اعد ادري من الذي يستفزني ويجرحني اكثر، هل هو زميلي الاسباني الذي يطلب منى ان انسى وطني لان تفكيره ماديا ومجردا من العاطفة، ولا يمكنه ان يشعر ابدا بما حل بنا، ام انهم العرب الذين يتسابقون نحو التطبيع مع الصهاينة، متانسين شعب باكمله تحت الاحتلال او في مخيمات الشتات ومختصرين قضية فلسطين واحتلال المسجد الاقصى المبارك على انها “خلاف فلسطيني-اسرائيلي’ بسيط، ام هي دول العالم المنافق الذي احتفل هذا الاسبوع بالذكرى السبعين للاعلان العالمي لحقوق الانسان، الموقع في نفس عام النكبة، والذي ينص على حق الانسان بان يكون له وطن وجنسية ويتمتع بحرية التنقل وحرية التعبير…؟.
نعم، لم اعد ادري من او ما الذي يجرحني اكثر، ولكن ما اعرفه هو اني لا استطيع ان انسى ولن انسى ابدا وساظل اقاوم.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. استاذي العزيز ابراهيم
    لن يستطيع الاسباني او غيره ان يحس بأهمية الوطن الا من فقده ولذلك فلا تنظر الى ما يقولونه فاستمر في مقاومتك ولا تنسى وطنك وجميع الشعوب العربية والاسلامية وكل من هو حر في هذا العالم معكم في نضالكم المستمر لاسترجاع ارضنا فلسطين الحبيبة فهي ملكنا جميعا ولن نتنازل عنها مهما طال الزمان .

  2. اخى العزيز إبراهيم
    ماحدث لشعب فلسطين. لا يمس الفلسطنين فقط . بل كل العرب .ونحن كمصريين نشانا وتربينا وبداخلنا القضية الفلسطينية. إنها جذور شجرة عمرها مئات السنين . لكن زميلك الاسبانى من الممكن انه من جيل الشباب وينظر للقضية من منظور اوروبى ولم يعاصر ماحدث لشعب فلسطين الابى.

    1. اكيد احي محمود …مهما شرحت للاوروبي عن وضعنا يظل يشوفها من منظور مادي …كل التقدير لكم ..وكلنا ثقة بمواقف الشعب المصري مهما كبر تسونامي الخيانة والتطبيع….تحياتي لكم

  3. كلام جميل … اسال نفس السؤال الى زميلك … هل هو ممكن ان ينسى وطنه او يتخلى عن شبر من ارضه.وبعدين زميلك و غيرهم من شعوب العالم لازم يكون عارفين انه فلسطين مش بس اسم و ارض .انها وطن و هدا الوطن فى دم كل فلسطينى ويورت تلقاءيا الى كل مولود فلسطينى فى الداخل و الخارج… مشكور ابو انس

  4. الساكت عن الحق شيطان اخرس هذا شي يسير لوجوب المطالبات بالحق لذلك تأكد بان الحق يعلو ولايعلى عليه مهما طال الزمان واختلفت الأفكار .
    زميلك الإسباني نايم في بحر هائج الظلمات كما نامت هذه الأمة المخدعوه المترفه لايهمها حق ولا باطل! سواء راحة البال ونسيان حق المظلوم .
    حيث انته هو صاحب القضية بل يفترض نحن كلنا اصحاب هذه القضية ولكن ماتت المفاهيم مع اختلاف وجهات النظر وتقبى القضية عربية عربية ليست لشخص او عرف وأنما قضية الأمة العربية والعدالة الدولية .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى