المقالات

انا من فلسطين

بقلم: إبراهيم عطا

عندما اقول لبعض الاخوة العمانيين او العرب انا من فلسطين” يردون علي “الله ينصركم على اعدائكم” وهو ما يستفزني بعض الشيء، لانهم بهذا الدعاء الجميل يضعون انفسهم خارج معادلة الصراع مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين الحبيبة والمسجد الاقصى المبارك، مسرى الرسول الكريم. وهو ما اشبهه، الى حد ما، بردة فعل العديد من دولنا العربية والاسلامية التي تقوم بتقديم بعض المساعدات المادية او الغذائية وغيرها بعد كل حرب او اعتداء او مجزرة يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، معتقدين انهم بهذه المعونات يؤدون واجبهم تجاه اخوتهم في العروبة والدين.
نعم انا من فلسطين، ولكني اصبح من المغرب او من الجزائر بوجه اي اعتداء من فرنسا او اي قوة غربية، وانا من اي بلد عربي او مسلم لو تعرض هذا البلد لهجوم او غزو او حصار من قبل الولايات المتحدة الارهابية…وهذا ليس بالكلام التضامني الانشائي، انما هو من صميم مبدأ الاخوة لان فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم، والقدس الشريف لنا جميعا ومسجدها الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين لكافة المسلمين على وجه المعمورة، وكذلك من صميم مبدأ الوقوف بوجه الاحتلال والظلم والقمع ضد الشعوب كافة، فكيف عندما يتعلق الامر بابناء الدين والدم الواحد؟.
انا من فلسطين وانت من فلسطين، وما يحدث في فلسطين يؤثر علينا ويطال الجميع. فلو قام نتنياهو، الواقع حاليا بمأزق سياسي بعد هزيمة عملية غزة، والمتهم ايضا هو وزوجته بقضايا فساد، لو قام بالهروب الى الامام من خلال شن حرب على لبنان او عملية موسعة في غزة، فهل نقف على الحياد، ونقول الله معهم؟
لا يا اخي العربي والمسلم, لا تخرج نفسك من الصراع لانها قضية الجميع ولاننا بصمتنا على احتلال الصهاينة للمقدسات العربية و الاسلامية وتدنيسها، ل لسنا بعرب ولا بمسلمين، مهما اكثرنا من الدعاء بلغة الضاد ومهما رددنا من عدد الصلواة على اخر الانبياء و المرسلين.
الف تحية لكل مقاوم في القدس وفي عموم فلسطين، ولكل مناضل عربي يدافع عن قضية العرب والمسلمين ولا يتوقف عن القول انا من فلسطين.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. كلام رائع وصحيح استاذ ابراهيم وصدقت فيما تقول
    الامة العربية والاسلامية لابد من توحدها وتآلفها
    والملسلم للمسلم كالبنيان المرصوص اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
    هكذا تعلمنا وتربينا وان شاء الله سنبقى .. وفلسطين دولتنا جميعا والقدس لنا

  2. أحسنت استاذ ابراهيم هذا الواقع الحالي نتيجة تشرذم هذه الامه ولكن التاريخ مليئ بالعبر، اليوم الأمة في حالة ضعف وبإذن الله بعد الهبوط يكون الصعود وآن الأوان لهذه الأمة ان تصعد وتتقدم فالهبوط طال وفلسطين لا بد أن تعود قضية المسلمين الأولى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى