المقالات

نوفمبر ميلاد قائد وأُمه

بقلم:أحمد جداد الكثيري

هلْ علينا شهر نوفمبر المجيد بهلاله البديع ورونقه التليد الذي يفرح النفس ويبهجها، يملئ الروح تفاؤلاً وينعشها، هو عيدٌ عمانيٌ مجيد ، له ذكرى خالده في ذهن كل من سكن أرض الغبيراء أو إستنشق هواء جوها العليل ،،،

في نوفمبر المجيد إنقشعت سحائب الظلام، ونُفِضت أغبرة الوقت وأتربة الايام، فيه لاح ضوءٌ القمر ليضهر نور الوئام وشمس الدفئ والراحه والسلام، فيه تهللت الانفس وإرتفعت لتعانق آفاق العُلى والنجاح، فيه تبدلت الاحوال وتغيرت، لتنبت الارض زهراً وثماراً يانعه.

وفي يوم 18 منه ولد قابوس السلام وإرتفعت معه الانظار وكذلك الرؤوس، لتبارك وتبشر بقدوم سلطانٌ عمانيٌ جديد يحمل معه الاراده والكبرياء والطموح ، وليُشيد ويُسطر لعمانَ عهداً جديداً من الأمجاد تتبعها أمجادٌ وأمجاداً وصروح.

في ال 18 من نوفمبر ولدت مع قابوس السياسه العمانيه من جديد، ففكت بذلك مقاليد الظلم والبهتان ورمت خلفها حلقات اليأس والخمول في الروح والوجدان ، شتان مابين الماضي والحاضر الجديد شتان، حيث بدأت معه عمان تنهض وتنهض تنهض لتبحث عن ماضيها التليد ، عبر أشرعة البحار ولؤلؤ المحار، المكنون دائماً في أعماق الروح والضمير، عبر الرجال الاشاوس صناع المجد في السهل والعسير، عبر تاريخ الاجداد الشاحن لإرادة إستكمال المسير والعهد الغابر الكابر المنير.

لم يتوانى عنها سيدي قابوس ولم يخفي جهداً أو حرصاً لعزتها ، عمل على أمنها حيث أنه كان وعداً حقا ، وشُقَت الطرق وشيدت المدارس والجامعات في تخطيطٌ راقٍ مبهرٍ وسليم ، شرَع للشورى مبدأ ليكون إسلوب حياه، خلق ديموقراطيه حديثه تندمج مع مبادئ الدين الحنيف، أسس للفكر صرحاً قوياً وحماه، حيث أنه قال ( نحن لن نسمح بمصادرة الفكر… أبداً).

فكر كثيراً بالاخرين ، فقد كان نعم الجار يحميهم وهو لهم خير معين، ليفشل بذلك خطط الدخلاء العملاء والاشرار، عمل على نبذ العنف والحروب، محارباً للمذهبيه والإرهاب، فكانوا معه العمانيون صفاً بصف يعملون على صون الدين والوطن والسلطان .

إهتم كثيراً بقاضيا الامه ، يخرجها من دهاليز المحن والغمه، فكان هو القائد الفذ الأمين ، نبذ الاحتكام للقوه أوالتلويح بها وأبدلها بإسلوب جديد يعتمد على قوة مبادئ السلام ، فلا مكان لديه للفوضى الخلاقه ولا لطيشٍ خبيث من مراهق أو غُلام، روض بإرادته جموح الطغاة الطامعين والغزاه، عبر خطامٍ شديدٍ من الحكمه والهدوء، بذلك اتضح وبان الطريق المأمول المعتمد على الحوار والتفاهم والآخاء .

بحكمته صار مضرب مثال مورد للوفود والحكام يأتونه من كل فجٍ عميق، لينهلوا من موارد فكره العظيم، ويشربوا من زلال فهمه الاغر، وليصدر للعالم أجمع مفهوم أن السلام مطلب من الجميع والى الجميع فلا دين أو عرف يتوافق مع العنف والحروب والارهاب، وإن السلام ركيزه اساسيه للنجاح ومبدأها العدل والمسامحه والتعايش.

سيدي قابوس أنتم نعمه من نعم الرحمن منَ بها وخصها عمان ، عمت بخيرها كذلك على أراضي العروبه والاسلام، حيث انكم درع السلام الحصين، رِباطكم ثابت قوياً ومتين، جذوره منتشره ومتفرعه في الارض وأصله في السماء حالم ورصين، دمتم يا مولانا المعظم ودامت عمان أبيةً شامخه عصيه على أنف كل معتدٍ أثيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى