المقالات

وانتهت السنوات السبع

بقلم : نورة الجساسي

انتهت السنوات السبع التي بدأت في العام 2011 م . والتي بدورها أتت بعد سنوات سبع أخرى لغزو العراق في 2003م . ولعلها مصادفة ومفارقة تاريخية أن تكون أبواب القاهرة القديمة كانت سبعة أبواب حين أوصى يعقوب عليه السلام أبناؤه أن يدخلو من أبواب متفرقة. كما هو الحال تماما في دمشق القديمة ،وأبوابها السبعة أيضا .
ولعل الأمر هنا يلزم أن أستعرض تاريخيا هنا للعدد سبعة ، فمنذ خطوات الفيل البوذي السبع خطوات إلى الأفيال السبعة الحارسة للبوذا إله البوذيين ، والرقم سبعة كذلك رمز الأبدية لدى المصريين القدماء ، قد بني هرم سقارة المدرج بسبع درجات.
وجاء لنا الإسلام ليبرز لنا عن مكنونات الرقم سبعة.
فمن طواف الكعبة لسبع مرات إلى عدد طبقات السماء السبعة.
أما العلم فله حقائق وعجائب مع الرقم فابتداء ً بألوان الطيف السبعة إلى مدارات الإلكترون السبعة أيضا .
يبدو أن الكون كله مبني على عمليات تستمر لسبعة من الزمن أو المراحل أو التفاعلات.
وهنا أقول إذا كان الأمر يسير وفق هذا التسبيع فإن السبع سنوات انتهت بالتمام من العام 2011-2018 .
فمنذ انطلاق الأحداث في الدول العربية وحتى الآن مرت سنوات عجاف تقلبت فيه الأحداث وتباينت ردود الفعل حولها وبين رفع الوتيرة في الحدث وانخفاضها وبين الشد والجذب بين طرف وآخر وبين فكر ونقيضه وبين تحليل لهذا وتنظير لذاك.
ولعل هنا أشبهها بمختبرٍ حيكت فيه التجارب مع اختلاف المعطيات ومدخلاتها وكل يخرج بنتيجة متناقضة ما تشابهت النتائج ولا توافقت الرؤى بقدر ما توافق الإيمان بالحدث .
ففي سوريا أفق جديد ومرحلة قادمة تتشكل معالمها بوضوح .
لقد نجحت سوريا بحفظ السيادة للمؤسسات الحكومية نتيجة عدم وضعها البيض في سلة واحدة .
كما نجح الإعلام السوري بشهادة المشاهدين، وقد كان الداعم الأكبر لنجاح الدولة،وشكل موازنة صعبة لأطراف إعلامية خارِجية.
وفي تونس تحدث الآن أول انتخابات بلدية بعد العام 2011 م .
مؤشر جيد نحو المزيد من الاستقرار .
وليبيا أيضا حققت انجازا كبيرا بالقضاء على الجماعات الارهابيه مما يبشر نحو مزيد من التوافق بين الأطراف المختلفة.
وبينما استقر حكم العسكر في مصر. تبقى أمنية لليمن؛يمن العروبة أن يُصلح الشّأن ويٌرفع الضيم وتُحقق الأمنيات.
وأختم مقالي هذا بهذين البيتين : من أغنية فيروز .
ولتسمح لي باستبدال إحدى الكلمات لتناسب أكثر موضع المقال فعذرا فيروز:
سيفٌ فليٌشْهر في الدنيا و لتَصدع أبواقٌ تصْدع الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع أنا لا أنساك يابلدي ويشد ُيشدُ بي البعدُ أنا في أفيائِك نسرينٌ أنا زهرٌ الشوكِ أنا الوردٌ ويبقى الأمل بأن تكون السنوات التالية أكثر جمالا وأملا وحبا. انتهى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى