المقالات

الوِجهة الغير محددة

بقلم : طارق الصابري

هكذا أقرأ الحراك الأخير بالمنطقة عبر مشاهده وصوره ، وحسب الآراء العامة وما هو عيان لي وللجميع الوجهة غير محددة لدى بعض حكام الدول ، الحب اللامحدود للقيادة والسلطة والهيمنة وبشكل مندفع ، تدفعهم إلى التضحية بالشعوب بمسمى غطائي إعلامي لامع ، ولا يكتفي بذلك فقط بل لديه الغريزة المفرطة بمضايقة دول الجوار مهما كانت درجة قوتها ومستوى نفوذها باالإقليم المحيط بها ، دون الحرص من العقبات والمخاطر التي قد يتعرض لها مستقبلا .

متسارعين بشكل جنوني وكأن الوقت يداهمهم ويبتلعون المكان والزمان ، ويتدخلون في شؤون الآخرين وليس لهم حدود في إرتكاب الحماقات دون اللجوء لإستشارة أو توجيه مِن مَن يحوط بهم ، ولا نعلم هل هم أصدقاء أم أعداء وهل هناك مصلحة دائمة فيما بيننا وبالأغلب مع كل تلك التصرفات لا يقيمون وزنا لأحد .

حينما تصل بهم الحماقات بأن يصفقوا ويصفوا التدمير بالـنـصـر والتقدم ويمشوا على جثث وعظام بني البشر من جلدتهم دون أي حسبان لا للوجود الإلهي الذي حرم قتل النفس بغير حق ولا يتصفون بــ خُلق خاتم الأنبياء وسنته ، ناهيك عن حرمة المقدسات التي كانت لها خطوط حمراء أُبدلت بخطوط خضراء .

المال سلاحهم الحالي مع عقول فارغة  مما جعلتهم يتفاوضون مع حامل حقيبة الحضارات لشراء الحضارات والتاريخ والقيم ، إنه إستيراد جديد من نوعه متناسيين تماما بأن الحضارة للأرض أو الموطن هو نموٌ عريق يتوافق مع أعراف البلد وأعراقه وتقاليده ليس له ثمن وكل ذلك بغطاء إعلامي مزخرف بمسمى السياحة بالشرق الأوسط .

فبكل تلك التدخلات والوجهة الغير محددة على دمار حضارات قديمة بالوطن العربي ، كان من المفترض أن يتم التركيز في الحصول على آلية إنتاج ومنافسة المنتِج الحقيقي بدلا من الإستيراد ورصهم في صفوف المستهلكين المدمرين .

أشبه ذلك بمن ليس له وطن ولا أخوة ولا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل أي بالأصح أنه لا يوجد معه شئ يخسره ، ويتطلب منه أن يصنع له مجدا فوضع شعاراً له ” أنــا والطوفان من بعدي ” ، حيث أنهم تناسوا بأن الوجهة الغير محددة تقودهم إلى مصرعهم وإنهزامهم نحو الجحيم النهائي .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى