وهج الحروف

لُــغـــة الــحِــوار

بقلم:طارق الصابري

هي لغة الهداية ..هي لغة التواصل  ..هي اللغة التي تُحقق التعايش والسِلم الإجتماعي .. هي لغة التفكير بشكل أجمل لإنجاح طرق التقدم والرقي والطأنينة .

هي النموذج الحضاري الذي إتخذه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه وأمد بعمره ، لبناء هذا الوطن الغالي ورُقي شعبه .

وكما نعلم أن للحوار عديد من المزايا التي قد تبني مجتمعاً راسخاً متفاهماً ومثقفاً في شتى مجالاته التعاونية والتجارية والإقتصادية والسياسية حتى وفي سياساتها الخارجية وتعزيز المسار والإعتماد على البنية الأساسية الصحيحة .

في مطلع سنة السبعين وتحديدا في خطاب سلطان البلاد المفدى ، كان يخاطب الأجيال التي سبقتنا والأجيال التي ستأتي من بعدنا في مسألة بناء هذا الوطن المعطاء.

كانت القناعة التامة لدى مولانا حفظه الله بأنه لا يوجد خيار آخر إلاّ طريق واحد لترسيخ الإستقرار وتدويرعجلة التنمية أولاً في بلدنا وثانياً علاقاتنا بالمحيط المجاور والمشتعل في نفس الوقت آن ذاك وإلى الآن ، ألا وهو طريق الحوار والصلح .

تذكيراً بخطابه حفظه المولى عزوجل قال :

أيها الشعب .. سأعمل بأسرع ما يمكن لِجعلكم تعيشون سُعداء لمستقبل أفضل ، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.

كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة ، وإن عملنا بإتحاد وتعاون فسنُعيد ماضينا مرة أخرى ، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي …. إلى آخر خطابه الميمون.

إستطاع مولانا بــ لُــغــة الــحِــوار وأول عمل قام به جمع القوى الحية من أبناء الوطن من داخل البلاد وخارجها مناديا مشاركتهم على أرض عمان الطيبة الجميع في أن يساهم في البناء معه .

ومنذ فجر النهضه قامت بلادنا بقيادتها الحكيمة بثاني عمل وهو إقتلاع الجذور السامة للتطرف وما شابه من خلال سياسةٍ مزجت بين الــحِــوار والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن وإستقرار وطننا.

وثالثاً تحويل هذه الأرض الطيبه إلى دولة معاصرة بطابعها العماني التقليدي وبمؤسساستها الفعالة في خدمة المواطنين وإستغلال كل ثرواتها الطبيعية دون المساس بتراثها القديم أو محوها من على خارطة عُمان .

والأهم من ذلك نتائج التي أتت بثمارها ، وتتلخص في أن والدنا القائد حفظه الله ورعاه سلطان عمان قابوس بن سعيد ، قد نقل عُمان من كونها دولة متأخره غير واعية تنتقل من حروب داخلية لأخرى ترفض مجاراة عصرها ، وقد تكون على حسب مصطلحات البعض منعزلة عن العالم ، إلى دولة مُتقدمة ، آمنة ، ويُضرب بسياستها الخارجية المُتزنة المثل .

عُمان اليوم بلدٌ لا تحذو خلف أحد بل يُحتذى بها ، لأنها وبإصرارها وبثبات نهج قائدها الحكيم ومن يقف معه من مسؤلين ويحذو حذوه ، قد تخطّو الكثير من الصعوبات بين المحيط الإقليمي المشتعل الذي حولنا ولم يكن من الساهل أن نصل إلى بر الأمان ، مرفرفين بأجنحتنا وبحرية تامة ، ومحلّقين بعيدا عن سِرب  الْوَبَال .

ومنذ ذلك الوقت وعُماننا تخطو خطوة تلو الأخرى بالعديد من الانجازات شملت مختلف جوانب الحياة ، جغرافية أرضيتنا اليوم مهيئة ومستعدة تجارياً وصناعياً وإقتصادياً وحتى سياسياً ، وكي لا ننسى بأنها الأرضية الخصبة والجاهزة لإستقطاب الإستثمارات بشتى مجالاتها ، وعلى أتم الإستعداد بالتفاوض مع أكبر إقتصاديين العالم .

وعندما ذكرت أعلاه بأننا بلدٌ يُحتذى به ، لم يكن ما كتبته من فراغ بل وبكل تيقن وإطلاع ، أصبحت العديد من الدول تعي وتدلي بآرائها ومقترحاتها في سبيل تحقيق لُــغــة الــحِــوار ، قد تبين لهم الآن وبعد قرابة يوبيلاً ذهبياً أنها الأنجح والأسلم والأصح.

ومن هنا أختم مقالي جديرا بالقول أن القسط الأكبر من هذا الــحــوار يقع علينا نحن الشباب بالدرجة الأولى والجيل القادم ، أن نسعى إلى الــحــوار وننبذ الــخــلاف من أجل الحفاظ على إسمنا وهيبتنا كعُمانين ، وثانياً الحفاظ على نهج قائدنا الذي رسّخه في قلوب أبناء الوطن العزيز وإكمال المشوار بثبات ورفعه ، وثالثاً الحفاظ على جميع المنجزات والمكتسبات الوطنية وفي مقدمتها تعزيز آليات العمل بغية المساهمة الفاعلة في أي مشروع وطني ، وذلك لأن عُمان تحتاج لنا جميعاً كبادئ عصرها أن نكون متحاورين ومتحابين في خدمتها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى