المقالات

الدقم.. قيم من الزمن الجميل

بقلم:منال الكيومي

الدقم والحياة البسيطة التي يعيشها أهالي المنطقة وطابعهم الخاص الذي يتميزون به والخصوصية التي اعتادو عليها بعيدا عن أضواء المدن واليوم نلاحظ عجلة التطور وقد تسارعت في تلك المنطقة .

دائما ما يراودني سؤال هل يا ترى سوف تتأثرعادات أهل المنطقة من ممارسات يومية اعتادو عليها منذ نعومة أظافرهم؟ و هل سيتأقلمون مع بعض العادات الدخيلة التي جلبتها وسوف تجلبها الجاليات التي استوطنت وسوف تستوطن الدقم ؟ هل سيستطيعون التعايش مع الثقافات الاخرى التي سيفوق عددها في فترة الذروة أكثر من 50 ألف نسمة و المطار الذي من المتوقع أن يستقبل ما يقارب 500 ألف مسافر سنويا.
أحدثكم عن الاصالة والكرم والشهامة وطيب النفس وحسن الخلق في كل حين اتلقاه عندما اقم بالزيارة الى تلك المنطقة وكل يوم يزداد ارتباطي بتلك الارض الطيبة وفي كل لحظة اتعامل فيها مع اهالي المنطقة تروادني بعض الاسئلة.

هل هم مستعدون لمواكبة هذه الطفرة النوعية في المنطقة ؟ مع الاخذ بعين الاعتبار التوسع المستمر في حجم ونوعية الاستثمارات ، هل يا ترى سوف تتأثر بعض من القيم والعادات الاجتماعيةو أسلوب الحياه بشكل عام؟

العزبة ، الصيد، تجمع كل سكان الحارة في بيت واحد في أيام الاعياد، العريش الذي عاش فيه أجدادهم وقضو فيه أيام جميلة حين لم يكن هناك سور في أي منزل فهم جميعا أخوان و أبناء عّم و أبناء خال و كلهم يعيشون في مكان واحدة تتزوج البنت وتُبنى لها غرفة في حدود منزل والديها لتضل قريبة من أَهلها ,هل ستستمر هذه العادات وهذه القيم الأصلية المبنية على أسس التراحم والتعاضد والرحمة؟
بلاشك أن صدور المرسوم السلطاني هو دلالة على الاهتمام الذي تحظى به الدقم من قبل لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم و رعايته السامية لمختلف الأنشطة الاقتصادية بالسلطنة لتكون المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم هي الموقع الاستراتيجي لجذب الاستثمارات بغية دعم جهود السلطنة لتحقيق التنوع الاقتصادي ,فالموقع الجغرافي والأمان والاستقرار التي تعيشه عمان هو بحد ذاته فرصة لأي مستثمر.
و يأتي السؤال التالي, ماذا لو اشركنا أنفسنا في تنمية بلادنا الغالية مع التمسك بالخصوصية في أسلوب حياة المجتمع المحلي.
فلندع الأطفال و الشباب يختارون ما يناسبهم ونبعد كل البعد عن التاثير عليهم بنمط حياة جديدة
فلنمضي معهم سويا لنكون جزء من قصص نجاحاتهم .لنساعد طارق ليكون مهندسا و سلطان بحّارا و سعيد طيارا ؟ و علينا أن نخطط من الان لما نرغب بتحقيقه خلال السنوات القادمة لنكون جزء من هذا الرخاء , على أن نبقى متيقنين بأن العادات و التقاليد الاصيلة هي جزء أساسي في حياة المجتمع المحلي و لا يتوجب علينا العبث بها كليا لانها هي المتعة الحقيقية بالنسبة لهم وهي الأرث الذي من خلاله ننطلق الى آفاق أرحب.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. اسطر كتبتها اقلام من ذهب ؛؛
    طبع المواطن البدوي الاصيل لا تغيره التاثيرات الاقتصاديه وما شابها
    ولكن نتمنى المراعاه من قبل الجهات المختصه في اختيار المواقع وتسكين الجاليات الوافده بيعده عن خصوصيات اهالي الولايه.

  2. أجمل ما يميّز أهالي الدقم أنهم متفهون للوضع القادم والتغيرات التي ستطرأ على بلادهم وهم مستعدون للحاق بركب الحضارة ، ولا شك أن الطابع البدوي القح والعادات المتأصلة فيهم لن يشوبها أن تغيير مع متطلبات الحياة مستقبلا ، فالموازنة بين هذا وذاك لن تؤثر على المضي قدما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى