عمانيات

القرنقشوه مهرجان سنوي يرافق أطفال السلطنة

قرنقشوه يو ناس عطونا شوية حلواة .. دوس .. دوس .. في المندوس .. حارة حارة في السحارة..

بهذه الترانيم الشعبية الجميلة يطوف أطفال السلطنة مع باقي أبناء الخليج البيوت والحارات بحثا عن عطية النصف رمضان “القرنقشوه”. حيث يطوفون في مسيرات طويلة مرددين صيحات خاصة, ويبتهلون بالدعاء لمن يغدق عليهم بالعطاء بالخير والتوفيق ويقولون (قدام بيتكم وادي .. وجاكم الخير متبادي) فيما يقولون على من لا يعطيهم (صينية فوق صينية.. وقدام بيتكم جنية).

تجهيزات مسبقة

يقول أمير الحديدي – أحد سكان ولاية السيب – أن للقرنقشوه طقوس خاصة, فالأهالي يقومون بالتجهيزات المسبقة لهذا اليوم من حيث شراء الهدايا والتوزيعات.
وعن التوزيعات تقول آمال بنت فاضل البريكي من ولاية نخل:” أنه مما لا شك أن التوزيعات تطورت عن السابق، كمًا ونوعًا وربما نجد بعض المبالغة عند البعض، ولكن بشكل عام اعتبرها في حدود المعقول , فهي تحتوي على الفُوشار (الفراخ), الحلويات بمختلف أنواعها، البطاطس والمينو، الألعاب البسيطة، مبالغ مالية بسيطة “.

يضاف إلى أن توزيعات القرنقشوه باتت تحمل أشكال جديدة وتوضع في أكياس تدل على المناسبة, وأغلبها تشترى جاهزة على عكس السابق والتي كانت تقتطع من قماش. أما الأطفال فإنهم يرتدون ملابس شعبية وكلما كانت تراثية أكثر كانت هي الأنسب في هذه الليلة.

طقوس خاصة

وعن إحياء المناسبة ذكر خميس الصلتي من سكان ولاية مسقط أن المنطقة تنتعش بالأهازيج والصيحات المعبرة في تلك الليلة. فبينما يجوب الأطفال البيوت يشاركهم الكبار وخصوصا “الشباب الذكور” بترديد الأناشيد المُعبرة. حتى أنه باتت هناك فرق موسيقية شعبية خاصة تتزامن مع الحدث, لتتحول الليلة الرمضانية إلى عرس شعبي وفرحة صائم بشهر الألفة والرحمات.
تبدأ المسيرة من بعد صلاة المغرب، وتمتد حتى العاشرة أو الحادية عشر مساءً, وذلك في اليوم الرابع عشر من شهر رمضان، ليلة الخامس عشر.

تقول شمسه بنت ناصر الهنائي:” في بلدتنا المصنعة نجد كل بيوت الحي تفتح أبوابها مرحبة بالأطفال. حتى أن بعض الأسر تُخرج التوزيعات أمام باب المنزل إشارة لوجود توزيعات للأطفال.

وذكرت مزنة بنت سالم الناعبي أن في ولايتهم “الحمراء” لم يعد للقرنقشوه وجود وقالت:” سابقًا كانت تقام مناسبة القرنقشوه, ولكنها كانت مقتصر على الجيران الأهل بمعنى أنها أهلية, فكنا لا نشاركها غير الأقارب. وأذكر أنها كانت عطية بسيطة غير مكلفة, ولم نكن متقيدين بلبس معين, وكانت العطية تحتوي على حلويات وعصير و(مينو)”.
وأضافت:” كان الأهل يستقبلوننا بترحيب, نظرا لأننا أقارب وفي الوقت نفسه يخبر الأهل بعضهم البعض عن رغبتهم في اقامة القرنقشوه ومن لا يريد فلن يتم زيارة بيته ولن يُشارك أبناءه”.

في حين أن بعض الولايات لم تعرف القرنقشوه الا قريبًا, وهو ما أشارت إليه شفاء بنت حمد الراسبية من ولاية الكامل والوافي:” في الحقيقة لا توجد هذه العادة لدينا في الولاية ولكن انتشرت منذ سنتين تقريبا في بعض حارات الولاية”.

وجهة رأي

بدور بنت صالح الصالحي من ولاية السويق تقول أن مفاهيم القرنقشوه تبددت قليلا عن السابق , فما عاد كل الأطفال يجوبون الحارات بحثا عن عطية القرنقشوه، وذلك لعدة أسباب منها أن بعض الأهالي يرون القرنقشوه تعلم الاطفال عادات سيئة مثل التسول, وبعضهم يقول بأنها عادات دخيله من الغرب.”
وترد :” ولكن أجدادنا يقولون عكس ذلك ، حيث هذه العادة كانت موجودة منذ زمانهم ولم يكن لديهم شاشات للبث حتى تدخل إليهم، كما أن لهذه العادة ايجابياتها مثل تطهير النفوس من الشح والبخل واعطاء الصدقات للأطفال، وغرس الفرحة في نفوس الأطفال بنعمة الصوم”.

يُشار إلى أن الاحتفالات القرنقشوه لم تقتصر على الأطفال بل أمست احتفالية تشغل بال الكبار والمؤسسات الحكومية والأهلية, فقد نظمت البلدية مواقع مهرجان للقرنقشوه في عدد من الأماكن تضمن احتفاليات فنية ومسرحية, بالاضافة إلى احتفالات جمعيات المرآة وبعض المراكز التجارية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى