أخبار محلية

الكاتبة مرفت العريميّ لـ”وهج الخليج” قضية تمكين المراة ليست على رأس قائمة أولويات التنمية

الكاتبة مرفت العريميّ لـ”وهج الخليج”

   قضية  تمكين المراة ليست على رأس  قائمة أولويات التنمية
 إقصاء المرأة نتيجة طبيعيّة  لسيطرة الذكور على مقاعد اتخاذ القرار
    غياب الوعي بأهمية دور المرأة حال بينها وبين مقاعد المجالس البلدية والشورى 
حاورها: ناصر أبو عون
في هذا العالم .. هناك كثيرون يعيشون داخل الوطن، وقليلون يعيش الوطن داخلهم.. بينما في سلطنة عُمان تجد المرأة في كتف الرجل؛ بل تسبقه أحيانا؛ لكن لاتتأخر عنه قيد أنمله، وقديما اشتغلت بالفقه، وحديثا نخرطت في كل الأعمال التي كانت ومازالت حكرًا على الرجال في الكثير من بلدان العالم.. وربّما مرفت العريميّ الكاتبة تمثل أنموذجًا للمرأة العُمانيّة التي وضعت لنفسها مكانًا، وحققت لنفسها مكانةً تحت شمس عمان الجليّة كفلق الصبح حيث ترأست تحرير أول مجلة سياحية حكوميّة وهي أول امرأة خليجية تجلس على كرسي مركز للدراسات والبحوث في الخليج العربيّ وعضو جمعيّة الكتاب والصحفيين العمانية، وكاتبة مقال سياسي واقتصادي واجتماعي في العديد من الصحف العربيّة وتشتغل الآن على أطروحة للدكتوراه عن (النشاط الاقتصادي للمرأة) وقد التقيناها ودار الحوار التالي..
(1)   إذا كانت الأنوثة لا تعيق المعرفة، وطلب العلم في الإسلام لا ينافي الواقع ولا يتضاد مع الفطرة الإنسانيّة.. لماذا لم تحصل المرأة في المجتمعات الإسلاميّة على حقوقها كاملةً على الرغم من القوانين والدساتير التي تتشدق بها الأنظمة السياسيّة، عبر آلتها الإعلاميّة، ويصدح بها ممثلوها في المنظمات الدوليّة؟
*** بدايةً فإنني أودُّ التأكيد هنا على أنَّ  المرأة والرجل مكملان لبعضيهما ولكلِّ منهما أداور؛  فالدين الإسلامي لم يفرِّق بين الرجل والمرأة من ناحيةِ الحقوقِ والواجباتِ والمحاسبةِ  وردا على سؤالك  فإن  حقيقة حقوق المرأة سواء أكنا في العالم الإسلامي،
أو خارجها فإنها مجردُ شعاراتٍ ليس أقلّ أو أكثر؛ بلْ  إنّ نتائج الإحصاءات العالمية تؤكد أن المرأة  تصارع عشراتِ المراتِ في كلّ أرجاء العالم كي تحصل على حقوقها الإنسانيّة.ناهيك عن الدور الكبير الذي تلعبه ثقافة المجتمع في صناعة هذه المأساة؛ بل الأنكى والمؤلم أن نجد المرأة أحيانًا تُسَاهمُ في خُسرانها بعض حقوقها من أبواب عِدَّة؛ إمَّا من باب الجهل بالشيء، أو من باب الضعف، أو من النافذة المشرعة في كيانها على الخوف الذي اكتسبتها في محاضنها التربويّة. لذلك فإنه من الأفضل التركيز على تقوية البنية الإنسانية للمراة وتمكينها علميا وصحيا وثقافيا لتستطيع القيام بأدوارها وبإيجابيها والتي إذا ما أهملت تردَّت في مهاوي التبعيّة والإعالة وعاد ذلك بنتائج سلبية على المجتمع كله ومن ثم يتوجّب على وعلى المؤسسات الرسمية والأهلية  والنخب المجتمعية وضع آليات تنفيذية وخطط لتحويل هذه التوصيات إلى واقع مُعاش
.
(2)   على الرغم من الإصلاحات والتحولات السياسية التي جرت في البلدان الإسلاميّة فقد ظلت الفرص السياسية المتاحة للمرأة محدودة جداً.. فهل الغياب النسبي للمشاركة السياسية للمرأة  الإسلاميّة يعود إلى عقبات قانونية أم عقبات بنائية وثقافية تمنع تحقيق المساواة بين الرجال والنساء؟
***  في بعض الدول العربية والإسلامية  قد توجد بها عوائق قانونية إلا أن معظم الدول  الأخرى منحت للمرأة فرصة  المشاركة للمشاركة إلا أن غياب الوعي بأهمية دورها في صفوف المجتمع  منع حضورها وأحيانا فوزها في المجالس البلدية والشورى  وبشكل عام فإن الوعي منقوص بأهمية دور المراة في المجتمع فالبعض يفضل أن تكون مشاركتها محدودة ولا تخرج عن حيز المشاركات الاجتماعية  التقليدية . فالعقبات التي هي ثقافية بالضرورة  أدت إلى تعطيل  مشاركة المرأة وإذا ما زالت تلك العقبات يمكن أن نجد للمراة مساهمات أفضل،  وكامرأة عمانية أستطيع القول بأن التشريعات  القانونية قد منحت لي فرصة التنافس  والتعليم والعمل في كافة المجالات  وأحصل على حقوق مادية مساوية للرجل في مجال الوظيفة والتعليم وغيرها من المجالات .
 
(3)   ارتفاع منسوب ظاهرة العنف الأسري سيقود إلى تهديد المجتمع بأسره.. وللأسف فإنّ هذه الظاهرة موجودة بنسب متفاوتة في معظم بلدان العالم بدون استثناء غير أنّ العالم الإسلامي يستحوذ على نصيب الأسد. فمن المتسبب فيه الزوج أم الزوجة؟ أم البيئة المحيطة؟ أم المغروس في النفوس منذ الطفولة؟
*** لظاهرة العنف أسباب متعددة  وهي ماديّة ونفسية واجتماعية وتربوية، أما عن سبب ارتفاع نسبتها المئوية في العالم الإسلامي فهذا يعود إلى الموروث الثقافي الذي يعتمد على العنف اللفظي والجسدي كنوع من تقويم السلوك حتى وإن تجاوزت الحدود . وهذا الموروث تزداد وتيرته في المناطق التي ينتشر بها الجهل .وللأسف فإن العنف يورَّث بين الأجيال ويتم اكتسابه تربويًا جيلا بعد جيل؛ وهذا سبب تفشيه في عالمنا. كما إنّ الأوضاع المادية المترديّة، والفقر والحروب كانت سببا كافيا  لنمو هذه الظاهرة.
(4)   في كل بلدان العالم المتحضّر توجد بين (الشريعة الإسلامية والقوانين الوطنية والدولية) عناصر تتقاطع وتتعارض فيما بينها. غير أن المرجعية القانونية في الدول الإسلاميّة تعرف ازدواجا في الخطاب والتحولات الاجتماعية الحالية تؤشر على تأرجح في القيم بين ما هو إسلامي يحتاج إلى تنقيح وليبرالي يحتاج إلى مراجعات كيف يمكننا إنجاز هذا الإجراء إسلاميًا أم إنّه من المستحيلات؟
**  إن عدنا إلى الإسلام الحقيقي فإنه لا يتعارض مع القوانين الدولية  لأن الإسلام دين سلام  ودين نظَّم طريقة المعاملة  ويحتوي على الكثير من المرونة، أما ما نراه اليوم  من ممارسات فهي نابعة من الاجتهاد  والبعض منه موروث ثقافي  ذو طابع ديني  في الكثير من الأحيان
(5)   إن الحاجة إلى تمكين المرأة المسلمة تنبثق من عدم قدرتها أو فشل المجتمع في تحقيق “التنمية” وهذا التوجّه يسير ببطء ومتوقف في بعض البلدان بسبب “الحواجز المصطنعة” التي أوجدها الأفراد والأنظمة السياسيّة.. لماذا عجزت البلدان الإسلاميّة عن تمكين المرأة؟ ولماذا اكتفت المرأة بالفتات وارتضت أن يُتاجر بدورها الذي أضحى ديكور وبروباجندا إعلاميّة لتحسين صورة الأنظمة السياسيّة؟
***  لا أعتقد أن المرأة ارتضت بأن يتاجر بها، فهي تسعى إلى إيصال رسالتها من خلال المنابر المتعددة ثقافيا وتنمويا وسياسيًا، أما بخصوص  تأخر تمكين المرأة فكما ذكرت سابقا فإن العوائق الثقافية والتقاليد الموروثة والجهل بعض من أسباب ضعف مساهمة المرأة، كما إن قضية  تمكين المراة ليست على رأس  قائمة أولويات التنمية. علما ان المراة كعنصر معطل  قد يساهم في الاسراع من الخطط التنموية ان تم استثمارها جيدا .
(5)     في غالبية المجتمعات العربيّة والإسلاميّة يظل النطاق السياسيّ يحدده ويسيطر عليه الرجال الأقوياء، وبالتالي فإنَّ غياب المرأة في الهياكل السياسية الثابتة يشكّل جريمة!! برأيك إلى مَنْ يعزى هذا الإقصاء الذي أبقى المرأة خارج  نطاق المحيط العام وحصرت عملها داخل الأسرة أو في الأعمال الدنيا قليلة الأجور؟
*** أحب أن أوضح هنا نقطة..  هذا الإقصاء موجود في كل دول العالم حتى المتقدمة منها، نظرا  لسيطرة الذكور على مقاعد اتخاذ القرار إلا أن هناك دول استطاعت فيها المرأة ان تشق طريقها  بصعوبة إلا أنها استطاعت أن تحقق بعضا من حقوق المرأة والطفل عندما تبوأت منصبا.
(6)    لماذا اخترتِ  عنوان كتابك “ملء الفراغ”  فهل من فرغات في واقعنا العربي؟!
 من خلال تجربتي كصحفية وإعلامية  وعملي في  المجالات البحثية  وجدت أن هناك فراغات مليئة  في حياتنا وهي السب في كل ما نواجهه من عوائق وتحديات ومن واقع  احتكاكي  بالنماذج الإنسانية توصلت إلى  بعض الأفكار التي سطرتها بالكتاب  علني أفيد بها الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى