أخبار محلية

حوار: معالي يوسف بن علوي يناقش الوضع السياسي والمحلي مع صحيفة سعودية!

رصدت “وهج الخليج” الحوار الذي أجرته صحيفة عكاظ السعودية مع معالي وزير الخارجية العماني السيد يوسف بن علوي، والذي تحدّث فيه عن العديد من الأيديولوجيات والصراعات السياسية البارزة التي يشهدها العالم، إذ كانت أبرز نقاط الحوار التي اعتمدتها الصحيفة السعودية كمحور ارتكاز لحديثها مع معاليه، كالتالي:

  • الوساطة العمانية.
  • العلاقة العمانية – الإيرانية.
  • قصة تهريب السلاح عبر عُمان.
  • عن الحوثيين والإخوان والمخلوع صالح!
  • بقاء سفارة عُمان مفتوحة في دمشق.
  • مستقبل الحكم في عُمان.
  • وعن “رؤية 2030” وذكرياته مع سعود الفيصل!

وقد تعهدت “وهج الخليج” بنقل الحوار كاملا كما أجراه الصحفي جميل الذيابي في نسخة اليوم الخميس 13/10/2016 من صحيفة عكاظ السعودية، ونضعه بين أيديكم:

وزير الشؤون الخارجية في عُمان قال إن «جـــاستا» يعكس ثقافة الأمريكيين.. انتقائية واضحة
ابن علوي لـ «عكاظ»: لم يتصل بنا صالــح وليست لنا «علاقة خاصة» بالحوثيين
حاوره في مسقط: جميل الذيابي

تَخَالُهُ بهدوئه الشديد، وإيثاره الصمت، ضنيناً بالرد على أي سؤال يوجّه إليه، خصوصاً في شؤون سلطنة عمان وشجون المنطقة الخليجية. لكن الحقيقة غير ذلك، بل نقيض ذلك تماماً، إذ يحرص وزير الشؤون الخارجية العماني على الرد بصراحة على كل ما يوجه إليه من أسئلة، ويتمسك بكل كلمة يقولها مهما تفنن سائله في إعادة صياغة سؤاله ليوقعه في فخ التناقض. اكتسب الوزير يوسف بن علوي بن عبدالله خبرات متراكمة في الدبلوماسية وإدارة العلاقات الخارجية، منذ تعيينه سفيراً لبلاده لدى لبنان في 1973، ومنذ توليه دفة وزارة الشؤون الخارجية في ديسمبر 1997. وزادت تلك التجارب والخبرات بمعايشته اللصيقة أزمات المنطقة والعالم، والأدوار التي قامت بها بلاده في عدد من تلك الأزمات. وهي تقوم راهناً بدور في المساعي الرامية لحل النزاع اليمني. وتتحدث أنباء عن قيامها بدور في حلحلة نزاعات أخرى.

يلقي ابن علوي اللوم على الأفرقاء اليمنيين كافة في ما حلّ ببلادهم. ويرى أنهم وصلوا إلى مرحلة من النزاع وتدمير الذات جعلتهم يبحثون عن مخرج. لكنه يؤكد أن الحل في اليمن بيد الممثل الأممي، بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي يصفها بأنها خريطة طريق. وأكد ألا علاقة خاصة بين مسقط وأي فريق يمني، بمن في ذلك الحوثيون والمخلوع علي عبدالله صالح. ورفض ابن علوي وصف علاقات بلاده بإيران بأنها مميزة، واختار أن يصفها بـ«الطيبة»، مؤكداً أنها ليست على حساب أحد. وبرر عدم مشاركة عمان في «عاصفة الحزم» بأنها لا تريد الدخول في حرب مع أحد. وشدد على أنه مستعد لتوضيح أي اتهامات لبلاده بالسماح بتهريب أسلحة إيرانية للانقلابيين إذا تلقى استفساراً بهذا الشأن من الشقيقة السعودية. وأكد أن المخلوع صالح لم يتصل به مطلقا. وفي شأن سورية، ذكر أنها في أزمة ومأزق كبير، ملقياً اللائمة على العرب أجمعين. لكنه قال إن الحل في سورية أضحى بيد «اللاعبين الكبار». وأن العرب تسببوا في كثير من المآسي بسبب «فوضى الربيع العربي». هنا نص الحوار مع وزير الشؤون الخارجية العماني:

• تحاول سلطنة عمان القيام بوساطة بين الانقلابيين والحكومة الشرعية اليمنية. أين وصلت الوساطة؟

•• اليمن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»؛ والمقصودة بهذا الحديث يمننا وشامنا كما جاء في قول العلماء أن ما هو يمين مكة وشمالها؛ هذا يعني أن التواصل بين العرب شمالا وجنوبا قضية منذ الأزل، وهذا ترابط أساسي. والقضية اليمنية من وجهة نظري الشخصية، أن إخواننا في اليمن، جميعا دون تفرقة بينهم، تسببوا في تهيئة أنفسهم وبلادهم لصراع. صراع ربما استهانوا به. كل استهان بالثاني، وهو ليس كذلك. لكن هي سلسلة من الصراعات. منذ زمن الإمام يحيى، ثم الثورة، ثم الانقلاب. صراعات بين الأطراف داخلياً وخارجياً. وما حصل في اليمن فرصة ليستقر. الآن الذي وقع، ولا أحد يعلم الغيب، «لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير»، الآن الوضع كما نراه أن الجميع يبحثون عن مخرج لإنهاء هذه الحرب. ومن ضمن مسؤوليات مجلس التعاون أن يهيئ اليمن وأهل اليمن وكل الفعاليات السياسية في اليمن دون ذكر أسمائها لمرحلة ما بعد الحرب. وأنا لا أستطيع أن أزعم أو أدعي أننا نحن الوحيدون سنقوم به. لن يتم إلا بتعاون الجميع. مشكلة اليمن هي في إطار مجلس التعاون، مجلس التعاون له مسؤولية، ومسؤوليتنا نحن جميعا أن نهيئ اليمنيين للصلح، ولإعادة بلدهم.

• تلعب سلطنة عُمان دور الوسيط بين الأطراف اليمنية «الشرعية والانقلابيين»…

•• نحن نعمل بمعرفة الجميع، والمبعوث الأممي يقوم بعمله، ولا نتدخل في ما يقوم به. وهذا الأمر لا يحتاج إلى الوساطة بقدر ما يحتاج إلى التوافق بين كل الأطراف لعودة الأمن لليمن. وعندي نظرية: إذا المشكلة بيني وبين فلان معروفة، فيعني عدم الحاجة إلى وساطات. الوساطة في الأمور غير المفهومة، لكن بحكم العلاقات والجوار والمصالح المتداخلة فإن في هذه الخلافات تدخلا بالقدر المسموح، وبالتالي يمكن أن يتقلص الخلاف برغبة الطرفين بالتوافق. هذا ما نراه.

• وأين وصلت عملية المفاوضات؟

•• بكل صراحة بيد ممثل الأمم المتحدة.

• هل دوركم مساند لدور المبعوث الأممي؟

•• هذا رأيه. سواء كانت حالة التشاؤم لديه عالية أو منخفضة، أو متوسطة. ولكن هذه الأزمة لا بد أن تنفرج.

اجتماعات عمان

• هناك مفاوضات تمت في الكويت، وكذلك في ظهران الجنوب. نريد أن نعرف ماذا تم في مسقط؟

•• الاجتماعات التي تمت أخيرا في عُمان كانت في إطار مشاورات الأمم المتحدة وبحسب منظورها.

• هل هناك دور عماني لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة؟

•• لا أخفي سراً، هناك خريطة طريق الآن وضعت، تم الاتفاق عليها في لقاء مجلس التعاون وبريطانيا وأمريكا، بما أنهم شركاء مجلس التعاون في هذا الجانب. هذه خريطة طريق تضع خطة يمنية للتنفيذ، وفي أحسن الأحوال خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تكون منتهية. ودورنا نحن في مجلس التعاون، وربما عمان يكون لها دور بصفتها البلد الذي لا يزال يحتفظ بعلاقات مع طرفي النزاع، ونتمنى أن نوفق، ولكن في الأساس القضية بيد الأمم المتحدة، وليست بيدنا نحن، ولا ينبغي أن تكون بيد أحد آخر. دور الأمم المتحدة هو الدور الفاعل.

• وماذا عن المبادرة الخليجية؟ هل انتهت؟

•• نحن في دول المجلس أصحاب المبادرة الخليجية، ولكن خلطاً حصل بين ذلك الوقت والوقت الحالي. المبادرة الخليجية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير ظروف مناسبة لكي يخرج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة، ويحل محله نائبه؛ هذا كان الحل، وهذا ما تم.

• صالح خلع من كرسي الرئاسة وعاد للتدخل بطرق ملتوية.

•• من يحكم هذه الفترة الطويلة ليس من السهل أن يتخلص من ذلك بسرعة، ربما هذه النقطة لم تكن واضحة، ولكن صار الذي صار، ونشبت الخلافات.

علاقة مسقط بطهران

• هناك تدخلات إيرانية في اليمن، وبحكم العلاقة المميزة بين السلطنة وإيران، لِمَ لا تنصحونها بعدم التدخل في الشأن اليمني؟

•• نحن لا نقول علاقات «مميزة» ولكن «طيبة» مع إيران، وغير إيران… انظر يا أخي العزيز.. في عالم اليوم اختلطت الأوراق كلها، ولم يعد هناك أحد لا يتدخل في شأن غيره، وهذا نتيجة ما بعد الحرب الباردة، قالوا العالم قرية صغيرة فأصبحت التدخلات في كل مكان، وانتشرت القضايا المذهبية، والطائفية، والعرقية، وعندنا في العالم العربي مفهوم يقول «يعلق على قميص عثمان»، والأمر مربوط باليمنيين، واليمنيون أعرف بمصلحتهم.

• لكن إيران تتدخل بشكل سافر في الشأن اليمني، وهذا غير مقبول كما يراه اليمنيون أنفسهم وكذلك جيرانهم.

•• يا أخي العزيز إذا أنت لم تأت إليَّ لم آت إليك. اليمنيون اختلفوا في ما بينهم، وأنت تعرف أن هناك ست حروب نشبت مع الدولة المركزية، والإنسان الذي يحارب يبحث عمن يساعده، والمفترض أن يكون الجميع حريصين على بعضهم.

•… لكن إيران تتدخل؟

•• يا أخي نحن اتهمنا بتدخلنا في أفريقيا.

• تدخل دول الخليج في اليمن يختلف عن إيران، دول شقيقة وجارة، لكن ما هو مبرر إيران؟

•• أنا لا أدافع عن إيران ولا عن أحد، حتى أكون واضحا في هذه القضية، لكن هي منشأها العلاقات الثنائية، إيران مع الدول العربية، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، والبحرين، وعمان، علاقتها كانت كالترمومتر تطلع وتنزل، وفي مرحلة من مراحل العلاقات كانت جيدة من أحسن ما يمكن، أيام الرئيسين رفسنجاني وخاتمي، ومع تسلم الرئيس أحمدي نجاد ثم حسن روحاني تغيرت السلطة، وتغيرت العلاقات، وهذا ما يشعرك بالأسى.

• العلاقة الطيبة، بالأصح المتميزة، بين السلطنة وإيران هل هي على حساب أحد؟

•• أصلا ليست هي حساباً حتى تكون على حساب أحد. صدقني ليست على حساب أحد، ولن تكون على حساب أحد.

• سلطنة عمان لم تشارك في «عاصفة الحزم»، علما أن «عاصفة الحزم» لمنع الانقلاب بطلب من حكومة شرعية، ولتنفيذ القرار الأممي 2216. السؤال الذي يتردد دائماً: لماذا عمان تغرد خارج السرب الخليجي؟

•• هذا كلام يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نعرف أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست عليها مسؤولية. إنما نحن كنا نرى أن مشكلة اليمن مهما كانت كبيرة أو صغيرة أن نبادر فيها بكل الوسائل، على الأقل أن نرفع عن أنفسنا العتب، لأن الحرب قاتلة، ومدمرة. هناك أخطاء كثيرة حدثت، ولكن الميزة أن الإنسان يتلافاها، ويعدل من مسارها، ومن لديه شكوك يزيلها، وهذا جوار، اترك ابن جارك.

نحن لسنا مع أي حرب في أي مكان. الحروب لا تحل المشكلات.

• عدم دخول السلطنة في التحالف العربي.. هل هو بمبرر أنها لا تريد الدخول في حرب؟

•• لا نريد الدخول في حرب مع أحد.

• ولكن هناك انقلاباً وناراً؟!

•• الانقلاب بين اليمنيين، وقلت في البداية إن اليمنيين هيأوا لأنفسهم هذا الصراع.

• ولكن الحكم أسقطته الميليشيات بالقوة؟

•• سقط الحكم لأنه هيأ لهم هذا الصراع، وهذا الكلام أقوله بكل وضوح.

• وتتفرج عليهم ولا تحل المشكلة؟

•• لا نتفرج، ولكن يجب أن نسعى بين اليمنيين.

• كيف هي علاقتكم مع الحكومة الشرعية في اليمن؟

•• الحكومة الشرعية في اليمن حافظت على شرعية الدولة في اليمن، ولذلك أنا قلت من البداية إن اليمنيين راحوا لهذا الصراع كلهم، وهذا لا ينكره أحد منهم. يعني بينهم والرئيس هادي والحكومة في ذاك الوقت كانت متبادلة بينهم وبين الحوثيين تواصل وصلات واتفاقيات وكلام، ثم صارت الثورة، والثورة يعني فوضى.

الحل اليمني

• هل هناك حل قريب؟

•• الطريق لا يزال مفتوحا للحل، وينبغي أن نسرع لإيجاده، وقلت للرئيس عبدربه منصور هادي الحل لا يزال في أيديكم أنتم، وإذا تأخرتم أكثر من اللازم سيخرج من أيديكم.

• لماذا تأخرت الحلول في اليمن؟

•• الخريطة التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية، ووافق عليها «التحالف» مناسبة جداً لإنهاء الحرب على هذا الأساس. وهذه الآن في يد المبعوث الدولي، وهو بدأ بعمل مشاورات في كيفية تنفيذ هذه الخطة، ونأمل ألا يتأخر كثيراً، فالخريطة عبارة عن مبادئ للخلافات السياسية والأمنية، متساوية بطريقة تعطي للناس المتخالفين نوعاً من الإمكانية بأن يتوصلوا إلى حل. ولكن إن تأخر تكون مصيبة.

• أليس الحوثي يماطل ولا يريد الحل؟

•• بل يريد الحل، وهذه المسألة عندنا قطعية. وتقول ما الحل؟ الحل توافقي بينه وبين الآخرين المتحاربين. وهناك مقولة معروفة عن اليمنيين بأنهم يتحاربون ويتقاتلون ويتناسفون ولكن إن جاؤوا عند الهاوية توقفوا واتفقوا.

• هل هناك تفاؤل بنهاية الحرب بين اليمنيين وتحقيق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦؟

•• ينبغي أن نكون متفائلين دائماً، وأن نعمل على تحقيق التفاؤل. كل شيء ممكن حتى لو رأينا البحر هائجاً لا بد أن نتفاءل، ولن يؤثر فينا شيئا، والحكم في النهاية لله سبحانه وتعالى.

• أليست علاقتكم بالحوثيين قوية؟

•• علاقتنا مع الحوثيين كعلاقتنا مع الآخرين، ليست لدينا علاقات خاصة أبداً.

• لكنهم يقيمون في مسقط أكثر من صنعاء.

•• يوجد من لا يُسمح لهم بالذهاب إلى صنعاء.

تهريب الأسلحة

• ماذا عن تهريب السلاح الإيراني عبر عُمان إلى الانقلابيين؟

•• لا صحة لذلك، ولم يعبر عبر حدودنا سلاح. ونحن مستعدون إن حصلت أي شكوك أن نوضح. وقد وضحنا، ومستعدون للتوضيح للأشقاء في المملكة العربية السعودية.

• ذكرت أنباء أن سلاحاً إيرانياً يمر عبر عمان إلى اليمن…

•• نشر.. ولكن ليس كل ما ينشر صحيحا.

• ولكن يقال إن ذلك صحيح.. والدليل أنكم لم تنفوا ذلك…

•• ليس صحيحا، ولم يسألنا أحد من الأشقاء في المملكة العربية السعودية عن ذلك، حتى نعلم أن في أنفسهم شيئا. نحن لا علم لنا بصحته، ومنطقيا وأنت بصفتك صحفياً متميزا ستميز ذلك. المسافة بين سحار حيث نزلت الصواريخ ومأرب أكثر من أربعة آلاف كيلومتر، وهذه دعاية لم نرد عليها.. لأنها غير صحيحة.

• ولكن الرد توضيح للحقيقة…

•• نحن لا نحب أن ندخل في صراع وجدال، ولم يصدر من المملكة العربية السعودية شيء رسمي، ولا من أي دولة من دول التحالف حتى نرد. وبالتالي لم نلقِ اهتماما.

• هل أنت متأكد أنه لم يمر سلاح إيراني عبر أراضي السلطنة؟

•• قطعاً.

• هل قبضتم على مهربي سلاح؟

•• لم نقبض شيئاً، ولم يمر أي شيء من ذلك. وأنت صحفي لِمَ لا تناقش التهريب عبر سواحل اليمن الفسيحة؟ وأيضاً المهربون في وادي عبيدة مشهورون بذلك.

• هناك أقوال إن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تواصل معك شخصياً. ما صحة ذلك؟

•• ليس صحيحاً.

• لو حاول التواصل، هل سترد عليه؟

•• لو تواصل سأرد عليه. لكنه في الحقيقة لم يتواصل.

• هل أرسل لك رسائل عبر وسطاء؟ أو طلب المساعدة منكم؟

•• لم تصلني منه رسائل. أنا أعرفه منذ سنين طويلة، والحقيقة لم يتصل ولم يرسل.

خروج المخلوع

• ألم تعرضوا عليه الخروج من اليمن؟

•• ولماذا نعرض عليه الخروج من اليمن وهو لا يريد أن يخرج.

• ولماذا لا تعرضون عليه الخروج؟

•• وماذا يخصنا فيه. إن أراد الخروج فمتاح له، وإن أراد البقاء فتلك بلده.

• أخبرني بالله عليك لماذا لا تزال سلطنة عمان تشرع أبواب سفارتها في دمشق، هل هذا معقول في وقت يعاني الشعب السوري من القتل والتهجير والنزوح وقتل النساء والأطفال؟وموقفكم عادي جداً، بل لا يوجد موقف، على الأقل كإغلاق السفارة تعبيراً عن الإدانة لما يقوم به النظام من بطش وقتل…

•• أنا ممن يعرفون الكثير مما يحصل في سورية، وبالتالي في يوم من الأيام ستفتح الأوراق وسيكون السوريون مسؤولين عما يحصل، وأعود للقول إنه لا يعلم أحد الغيب، وحذرنا منذ بداية الأزمة من خطورة وتكاليف الطريق الخطر الذي يمضي فيه الناس، ويذكر ذلك من حضر اجتماعات الجامعة العربية.

• كأنك تلتمس العذر لبشار الأسد في سياق إجابتك…

•• لا ألتمس العذر لأحد. سورية في أزمة، ومأزق كبير، والمنطقة، بسبب ذلك.

• لكن هذا نظام مجرم يقتل ويبطش وصور الحرب السورية شاهدة…

•• في كل مكان هناك حرب. وعلينا البحث عن الحلول.

• لكن الوضع الآن بات مختلفاً، هل تعلم كم أعداد النازحين والمهجرين والقتلى من السوريين؟

•• وهل يغير ذلك من الأمر بعد أن وصلت الأمور في سورية إلى هذا السوء؟!

• لكن ألا ترى أنه لا بد أن يكون للسلطنة موقف واضح وصريح؟

•• كلنا تسببنا في ذلك، وليست سلطنة عمان، باعتبارنا أعضاء في الجامعة العربية. ولا أي دولة عضو في الجامعة العربية اتخذت قرارات تنهي هذه المهزلة.

• لكن إزهاق دماء الأبرياء لا بد أن يقابله ولو موقف صريح منكم. أما غيركم فقد أعلن موقفه بوضوح…

•• كلنا في الجامعة العربية تسببنا في هذه المأساة. وهذه المأساة ليست لها علاقة بسفارتنا في دمشق موجودة أو غير موجودة.

• هل هذا اعتراف بنظام بشار؟

•• سورية دولة عضو في الأمم المتحدة وتحضر اجتماعاتها، وحتى من قال إن الرئيس بشار فقد شرعيته، لكنه في الوقت نفسه يتعامل مع نظامه في الأمم المتحدة فلا يجب أن نكون عاطفيين!

• من وجهة نظرك.. هل انسدت كل الأبواب بشأن الحل في سورية وتصعبت كل الحلول؟

•• سورية الآن في يد اللاعبين الكبار، نحن خرجنا!

• أليس أحد اللاعبين في سورية هو إيران؟

•• لا.. الكبار هم روسيا وأمريكا.

• لكن إيران تلعب وتقتل وتهجّر وتعربد وتفعل كل شيء…

•• إيران موجودة، وغيرها موجود أيضاً. لقد استبيحت سورية، للأسف تسببنا نحن العرب في كثير من المآسي باسم «الربيع العربي».

• ماذا تقصد؟!

•• الربيع العربي فوضى. يقولون ثورة، والثورة تعني فوضى، وهذا ليس حكرا على العرب، ففي كل مكان فيه ثورة هناك فوضى، حتى في أمريكا في الحرب الأهلية كانت تعم فوضى.

• الموقف العماني من إحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد لم يخرج ببيان واضح وصريح يدين ما حدث للبعثة الدبلوماسية السعودية…

•• البيان ظهر عن طريق أمانة مجلس التعاون الخليجي وبموافقة كل الدول الأعضاء بما فيها سلطنة عُمان، فلا تستطيع الأمانة إصدار البيان إلا بموافقة دول المجلس، ونحن قمنا بالإدانة أيضاً.

• وهل البيان الخليجي الصادر عن الأمانة يكفي؟ ما هو رأيكم في ما قامت به إيران؟

•• نحن أصدرنا بياناً آخر أيضاً، كما صدر البيان عن دول الخليج مجتمعة.

الاتحاد الخليجي

• الرفض العماني لمقترح الاتحاد الخليجي هل أحبط المشروع الاتحادي بين دول مجلس التعاون؟

•• -ا، نحن لم نرفض، لكن قلنا لأشقائنا إذا أردتم عمل اتحاد فاعملوا ما ترون، لكن نحن لن نكون عضواً فيه.

• هل تغيرت أفكاركم حول الاتحاد أم لا تزالون ترفضونه؟

•• قل لي لماذا نعمل اتحاداً؟!

• لأن المادة الرابعة من النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي تنص على «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها»…

•• وصولا إلى الاتحاد هذا في ما بعد، لكن نحن نعمل الاتحاد لماذا والمجلس يكفي؟

• هل تعتقد أن المجلس الحالي يكفي ولا تحتاج دول الخليج للاتحاد؟

•• طبعاً المجلس يكفي، ويقوم بنفس الشيء. لكن نحن نريد الاتحاد من أجل ماذا؟ هل يعني كالاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي؟

• للدبلوماسية العمانية دور حيوي في استمرار الحوار المباشر وغير المباشر بين مصر وإيران خلال فترة انقطاع العلاقات السياسية بين البلدين في عام 1979. هل فعلاً تهندسون وساطة بين إيران ومصر لعودة العلاقات بينهما؟

•• لا يوجد ذلك. ولكن لا يوجد ما يمنع من عودة العلاقات بين دولتين من دون وسيط. هل من الضروري وجود الوسيط؟ هذا غير موجود، لا مصر سألت، ولا إيران سألت، فبالتالي ما داموا قادرين على التصرف كما يريدون فلا حاجة للوساطة من قبلنا.

الإخوان المسلمون

• كيف هي علاقة عُمان بالإخوان المسلمين؟

•• ليست لدينا علاقة مع الإخوان المسلمين كتنظيم.

• إذا أعلن الشخص أنه من الإخوان.. كيف تتعاملون معه في السلطنة، خصوصاً أن بعض دول الخليج تصنف التنظيم بأنه إرهابي؟

•• القياس عندنا في السلطنة هو الولاء للوطن، وعدم الخروج على قوانين البلاد، أما ماذا في عقلك أو بماذا تفكر أو ماذا تقرأ، فهذا لا نعلم عنه ولا نحاسب عليه.

• هل تربطكم علاقة بجماعة الإصلاح «التابعة لجماعة الإخوان» في اليمن؟

•• لا علاقة لنا بهم. كل في طريقه، والإخوان موجودون في جميع أنحاء العالم في أوروبا وأمريكا والشرق والغرب وأستراليا وكندا، وفي المملكة وعُمان، وفي كل مكان.

• هل تخشون في عُمان من الجماعات المتطرفة والمؤدلجة؟

•• لا نخشى منهم، وبيننا وبينهم النظام، ومن يخالف نطبق عليه القانون. نحن لا نحاكم الناس على ما يعتقدون، وإنما نحاكمهم حينما يخرجون على القانون، فنحن دولة قانون.

• هل قبضتم في عُمان على إرهابيين؟

•• لم نقبض على أحد في عُمان ممن لديه خطة لتنفيذ عملية إرهابية.

• وماذا عن المتعاطفين مع «داعش» وأخَواتِها؟

•• نعم هؤلاء موجودون، وبعضهم له ولاء للبغدادي، وهؤلاء يحاكمون وفق القانون ومن يعلن أنه يبايع البغدادي أو غيره، فهو ضد النظام ويقدم للمحاكمة.

تباين خليجي

 

• العلاقات الخليجية – الخليجية… هل هناك تباين خليجي في ملفات وأزمات المنطقة؟

•• العلاقة بين دول الخليج طيبة، والتباين هذا ليس تنافسياً، إنما كلنا بعد مضي هذا الزمن نريد أن نجد مخرجاً للأزمات في المنطقة، وقدرنا أن تلك الأزمات نحن من يتحمل عبئها، لأن دول الخليج كتلة متماسكة ومعروفة، سواء الأوضاع في سورية أو العراق وليبيا واليمن ومصر.. ودول الخليج لها قيم وتعمل على مساعدة تلك الدول بقدر ما تستطيع، ولن تتخلى عن دعم العرب. والاختلاف من سنة الحياة، ونحن مكملون لبعضنا بعضاً. وقادرون على أن نعبر عن أنفسنا بطريقة صحيحة، ولكن نقول الاختلاف رحمة.

• كيف تصفون علاقتكم مع السعودية؟

•• طيبة، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في السعودية، وليس بيننا وبينهم إلا كل خير، وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر، ونحن مستعدون إن حصلت شكوك بشأن السلاح أن نوضح.

• وعلاقتكم مع الإمارات…

•• جيدة، ونحن إخوة أشقاء وجيران. حتى وإن كنا دولتين، فنحن أشقاء، ولدينا مع الإمارات نحو أربعة أو خمسة مداخل ومخارج.

• وعلاقتكم مع قطر…

•• طيبة منذ البداية، والحكومة القطرية لديها استثمارات عندنا.

• لو سئلت أيهما أهم للسلطنة العلاقة مع إيران أم مع دول الخليج التي تشاركونها عضوية مجلس التعاون؟

•• العلاقة مع الجميع مهمة، والعلاقات ليست للقياس، نعمل على أن تكون علاقاتنا مع الجميع طيبة، وفيها مصالح ومودة. وليس كما قال أحد المثقفين الإماراتيين في محاضرة في واشنطن إن عمان ليست من دول الخليج، وإن أهلها من الباكستان أو الهند.

• لماذا تداهن أو تجامل سلطنة عمان إيران على حساب دول الخليج؟

•• لا نجامل أحداً، وهذا ليس ضعفا أو قوة، مصالحنا مع إيران أقل بكثير من مصالح بعض إخواننا في دول الخليج مع إيران.

• هل تقول إنكم لا تداهنونها.. كيف؟

•• هذا كلام مغلوط 100%، فطائرات بعض دول الخليج لا تحصل مقعداً.. بالمئات ذاهبون وعائدون من إيران. نحن نحترم إيران كدولة لها شراكة معنا في البحر، وفي مضيق هرمز، ولا يمكن أن نتخلى عن مسؤوليتنا، ونعرض الملاحة الدولية للخطر. وهذا لا يجوز. ونحن نعتقد أن الإيرانيين لهم القدرة أيضا على التفكير الصحيح.

• مرة أخرى أليست العلاقة العُمانية مع إيران على حساب علاقتها مع أشقائها في دول الخليج؟

•• لماذا لا تعتبر تلك العلاقة لمصلحة دول الخليج، لا ضدها. السياسة والعلاقة والحدود بيننا وليس كما يروج له في بعض الصحف وتبالغ فيه.

• سياسة البقاء خارج دائرة الضوء، ما تتبعه عمان عبر عدم التدخل في شؤون الغير.. هناك من يرى أن عمان بدأت تتخلى عن هذه السياسة بالولوج في الصراعات بالوساطات والمبادرات؟

•• لم أفهم.

• مثلاً الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران، مسقط هي التي احتضنت مفاوضاته السرية، وعُمان حاضرة في الشأنين السوري واليمني، إذن عُمان موجودة داخل دائرة الضوء عبر الوساطات التي تلعبها…

•• هذا التحليل يحتاج إلى تصحيح، أولا نحن حين سعينا في الملف النووي كي يحل سلمياً لمصلحتنا، لأن البديل سيكون كارثة علينا جميعاً في الخليج، وستحدث محارق، ويكفي ما حدث من صدام حسين بغزوه الكويت. هذه لست مذلة، ولكن العالم محكوم، وإذا كنا في عالم ليس محكوماً سنكون خاسرين.

«جاستا»

• قانون «جاستا» كيف تراه؟

•• مثل هذا القانون ينم عن ثقافة أمريكية. شخصياً لست متفاجئاً، وليس جديداً على أمريكا سن مثل هذا القانون. أمريكا تستطيع أن تضع يدها على أي شيء تريده، ولديها القدرة والإمكانات كأكبر قوة. ودائماً ما تتخذ قرارات لأن لديها كل القدرات التي تطوع القوانين لمصلحتها على حساب الآخرين.

• مناورات درع الخليج، بعد مناورات رعد الشمال، تعبر عن الاستعداد للردع؟

•• ينبغي أن تبقى في إطارها التدريبي العسكري، لا أن تؤول إلى أي شيء آخر.

• صديقك الراحل الأمير سعود الفيصل.. كيف تتذكره؟

•• هو خير زميل، وخير أخ، وخير صديق. كان يتلافى بعض الاختلافات بحنكة وحكمة. الله يرحم سعود الفيصل كانت لي معه ذكريات كثيرة، ونترحم عليه، ونذكره بالخير دائماً.

• هل تابعتم «رؤية المملكة ٢٠٣٠» وما أعلن عنها؟

•• هذا نمط جديد طيب، ولا شك ان المملكة مؤثرة، وستحقق النجاح، والأمير محمد بن سلمان يعمل في هذا الاتجاه ولو تحقق من الرؤية ما نسبته ٥٠٪‏ فهذا ممتاز، ويمنح إنجازاً. وهو نجاح للمملكة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية. نحن في عُمان نتمنى أن تنجح الشقيقة السعودية في كل مساعيها وجهودها.

• الجزر الإماراتية المحتلة من إيران… هل من حديث حولها مجدداً مع طهران؟

•• لا أعرف، ولكن كما قال الراحل الشيخ زايد رحمة الله عليه هذه جزر إماراتية وستعود إن طال الزمن أو قصر.

• الفراغ الرئاسي في لبنان هل يقلق دول الخليج؟

•• لم يقلق اللبنانيين.. فكيف يقلقنا!؟!

 

 

السلطان بخير..وتداول السلطة واضح وغير مقلق

• كيف حال صحة السلطان قابوس؟

•• بنعمة، والحمد لله بصحة طيبة.

• بعد عمر طويل كيف سيكون حال السلطنة بعد السلطان قابوس بن سعيد؟ هل الأمور مرتبة بشكل واضح؟

•• ستكون بإذن الله على أحسن حال، والأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما، وقلق الناس في الخارج أكثر من قلق الناس في الداخل، وهذا غريب!

• لكن هل يجتمع مجلس العائلة المالكة ويقرر أم ماذا؟!

•• نعم.. بحسب المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتـقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطـان للبلاد يقوم مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة. وكل ذلك مسجل قانونياً وفقا للنظام الأساسي للدولة.

• كم عدد المعتقلين السياسيين في سلطنة عمان؟

•• لا أعرف كم العدد الآن، لكنه قليل. ولكن هناك ناشطين، وهم أفراد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى