أخبار محلية

بلدية مسقط تدعو لتجنب بعض السلوكيات السلبية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك

– الذبح العشوائي في المنازل والطرقات يتسبب في أضرار بيئية وصحية ويشوه المنظر العام.

– توفير المسالخ وتجهيزها بالآلات والوسائل الحديثة والكوادر الفنية والطبية المتخصصة.
– رمي الأوساخ في غير أماكنها وعلى الشواطئ وعند التجمعات يكدر فرحة الاستمتاع بالإجازة.
– المحافظة على الممتلكات العامة مسؤولية مشتركة، وضرورة تفعيل القوانين والأوامر المحلية.
– الشوي على المسطحات الخضراء يتسبب باحتراق النباتات ويشكل خطراً على سلامة مرتاديها.
– تكثيف الحملات التوعوية والإرشادية للمحافظة على المرافق العامة من العبث والتخريب.
على مشارف استقبال عيد الأضحى المبارك، تظهر للعلن عدة سلوكيات سلبية وتصرفات فردية تعكر صفو التمتع بقضاء الإجازة، وهي تنم عن قلة وعي شريحة من الأفراد، وعدم مسؤوليتهم تجاه الممتلكات العامة، وتصرفات أخرى تشوه المنظر العام، ولا تعبر عن قيم المجتمع العُماني الأصيلة، وتكلف الجهات الحكومية المختصة فاتورة إضافية، من الأجدر استغلالها لتقديم خدمات إضافية للمواطن والمقيم. يرصد هذا التحقيق بعض السلوكيات السلبية والتي تبرز خلال الإجازات؛ مثل رمي المخلفات والعبث بالممتلكات العامة والذبح العشوائي.
برك مياه ملوثة بدم الأضاحي
يقترن عيد الأضحى المبارك بذبح الأضحية التي هي أحد الشعائر التعبدية ومالها من أجر يبتغيه العبد للتقرب لربه، وينقسم الأفراد في ذلك إلى شريحتان منهم من يتجه للمسلخ لذبح أضحيته بالطرق الصحية والآمنة تحت إشراف أطباء بيطريين، ومنهم من ما زال يصر على ذبح إضحيته بالمنزل أو عند قارعة الطريق أو عتبة المنزل أو بالمزارع؛ كونها عادة متوارثة تؤدى وفق طقوس عائلية يتشارك بتأديتها أفراد الأسرة، أو بُعداً عن زحام المقاصب في صبيحة العيد أو أيام العيد بصورة عامة أو لأي سبب من الأسباب. من المؤسف أن نرى مشهد برك المياه الملوثة بدماء الأضاحي في بعض المناطق والأحياء السكنية سواء على الشوارع أو أمام المنازل ومخلفات الأضاحي ما زال يتكرر، حيث أن انتشار ذبح الأضاحي على جوانب الطرق وأمام المنازل تعد ظاهرة غير صحية، وتتسبب بالعديد من المشاكل البيئية كجريان الدماء والماء إلى مسافات بعيدة، إلى جانب رمي مخلفات الأضاحي في الساحات العامة؛ مما يجعلها تعج بالروائح الكريهة والتي تستمر لأيام ما بعد عيد الأضحى، كما وتجذب تلك المخلفات الحشرات والكلاب الضالة حولها ما يتسبب بضرر صحي على المواطنين في المناطق التي تكثر فيها الظاهرة. كما أن الاستعانة بالقصابين الجائلين يتسبب بتشويه المظهر العام، وذلك بسبب قيامهم بأعمال الذبح تحت الأشجار وعند أسوار المنازل، مخلّفين وراءهم الأوساخ والدماء ومشهداً غير حضاري.
أهمية الذبح في المسالخ
وأشار أحمد بن حافظ العامري مذيع بقطاع الأخبار بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن كثيراً من الأسر العمانية في مجتمعاتنا تفضل أن يكون الذبح والسلخ في المنازل، حيث يتجمع أفراد الأسرة من أجل المساعدة في ذلك. ومع كثرة التجمعات السكانية والبشرية تجد الكثير مخلفات الأضاحي متناثرة في مختلف الأماكن وفي الأحياء السكنية وبين البيوت والطرقات، مما سبب في نشوء روائح كريهة وازدياد في تجمعات الحشرات والقوارض والذباب، ناهيك عن ما تسببه الدماء من تكون للبكتيريا والفيروسات بسبب التعفن فتكون من مسببات الأوبئة والعديد من الأمراض الني تنقلها الحشرات. فهنا لابد من أن يعي الجميع بأهمية الذبح في المسالخ التي أوجدتها البلدية. حيث خصصت مشكورة أماكن عديدة في كل المناطق وبعمل بساعات طويلة خصوصا في الأعياد، وكل ذلك من أجل تلافي تلك المناظر غير الحضارية، وحماية المجتمع مما تسببه عملية الذبح في المنازل من أضرار بيئية وصحية، ناهيك عن الأمراض التي قد تكون الأضحية حاملة أو مصابة بها ولا يمكن اكتشافها إلا عن طريق الفحص البيطري الموجود في المسالخ، وهذا بحد ذاته خدمة جليلة ومقدرة تضع حداً لانتقال تلك الأمراض من الحيوان إلى الإنسان. وفي أحيان كثيرة تصل إلى إتلاف الأضحية، وفي هذا الوقت كثرة هذه الأمراض وصرنا نسمع الكثير والكثير عنها بمختلف المسميات والأشكال، فلابد إذا أن يعي المجتمع الأهمية الكبرى التي أوجدت من أجلها المسالخ، وأن يضع نصب عينيه مصلحته ومصلحة عائلته ومصلحة البيئة، وأن يتوجه الجميع للذبح في المسالخ، ويبعد نفسه عن كل ما يفسد أو يتسبب في إفساد فرحة العيد السعيد وبهجته وصفاء أيامه بممارسة مثل هذه السلوكيات الخاطئة في ذبح الأضاحي.
تفشي الأمراض.. وتكاثر البكتيريا
وأضاف حسن بن علي الحوسني أنه لا شك بأن ذبح الأضاحي في عيد الأضحى المبارك من الشعائر المقدسة التي تحرص عليها الأسر العُمانية والمسلمين عموما؛ ويكتسب المجتمع العُماني خصوصية في أداء هذه الشعيرة؛ نتيجة لحرص كل أسرة على ذبح أضحيتها في المنزل حسب التقليد المعروف؛ إلا أن ذلك أصبح ينطوي على مخاطر محتملة؛ حيث من المحتمل أن تكون الأضحية مصابة بداء قد يشكل خطراً على صحة أفراد الأسرة؛ فهذه المواشي كما هو معلوم تستورد من أماكن ومناطق جغرافية مختلفة؛ وقد تكون مصابة بأمراض مختلفة؛ وبالرغم من عمليات الفحص التي تمر بها هذه المواشي قبل أن تصل للمستفيدين، إلا أن بعضها قد تختفي عليه الأعراض لكونها في بدايتها، وينتج عن ذلك تجاوزها ووصولها إلى الأسواق ووقوعها في النهاية مع إحدى الأسر. وتلافيا لهذه المخاطر وجد خيار أن تذبح هذه المواشي والأضاحي في مسالخ البلدية، حيث تخضع كل أضحية لفحوصات من قبل مختصين لتجنيب الناس أية مخاطر محتملة لتفشي أمراض فيروسية خطيرة. ولذلك حري بالناس اليوم الاستفادة من المسالخ في ذبح الأضاحي، وكذلك تجنباً للتعرض للدم الملوث الذي يتجمع نتيجة عملية الذبح ويختلط مع الماء في بعض المناطق الرطبة، وبالتالي يشكل بيئة قابلة لتكاثر البكتيريا والبعوض الذي هو أيضا قد ينقل الأمراض الخطيرة.
السلامة والوقاية
وقال مسعود بن سالم السعدي إن ظاهرة الذبح داخل المنازل ظاهرة تتنافى مع اجراءات السلامة والوقاية من العدوى والأمراض المترتبة عن دماء الأضحية وسهولة انتقالها للإنسان. ناهيك عن الروائح الكريهة والجراثيم والأوبئة التي تخلفها هذه الظاهرة غير الحضارية، مما يجعل من المكان ملوثاً لزمن ليس بالقصير ومحلا لتكاثر الميكروبات، ولهذا السبب وغيره أدعو إلى التقيد بالذبح في الأماكن المخصصة لذلك. كما أشيد بالجهود التي تقوم بها بلدية مسقط في توفير المسالخ، وإعدادها بالآلات الحديثة والكوادر المتخصصة، وعلى المجتمع التعاون مع تلك الجهود لتسهيل المهام بكفاءة وأداء عال المستوى. ومن جانبها أوضحت انتصار الفهدية أن الذبح العشوائي خارج المسالخ يعد سلوكاً غير حضاري يتسبب في إلحاق أضرار بالصحة العامة للأفراد وبالبيئة، ويوفر مناخاً ملائماً لتكاثر الحشرات والبعوض، وتثير الروائح خاصة تجمعات المياه الملوثة بالدماء التي تسيل من المنازل، وتتجمع في الطرقات والحارات مخلفة تلوثاً يعد خطيراً، ناهيك أنها مياه نجسة وتشوه المنظر العام.
الشوي على المسطحات الخضراء
يجد كثير من الأفراد والأسر راحتهم في تقضية أوقات فراغهم في الإجازة في الحدائق العامة والمتنزهات التي تنتشر في مختلف ولايات محافظة مسقط وفي الأحياء السكنية، والتي تمثل متنفساً مجانياً لجميع أفراد العائلة للاستمتاع بقضاء أوقات جميلة وممتعة في المساحات الخضراء التي تفترش بها هذه المتنزهات، والتي تم تزوديها بالمرافق الضرورية والألعاب لمختلف الفئات العمرية للتسلية والترفيه بعيداً عن زحام المدينة وصخب الحياة اليومية. وتشهد هذه الحدائق زيادة مطردة في أعداد الزوار من مواطنين ومقيمين، يقابلها ظهور بعض السلوكيات غير المسؤولة للعلن تجاه المتنزهات ومرافقها، تتمثل بشريحة معينة من الأفراد ممن يهملون نظافة المكان بترك مخلفات الطعام مكان جلسوهم، وآخرين ممن يسيئون استعمال المرافق المتاحة، متسببين بتشويهها وتخربيها. بالإضافة إلى العبث بالنباتات أو الزهور واقتلاعها، والعبث بأنظمة الري أو استخدام معدات شواء الأطعمة باستخدام الفحم للشوي على المسطحات الخضراء والأشجار، مما قد يتسبب باحتراق النباتات الجافة ويشكل خطراً على سلامة رواد الحديقة أو المتنزه. والتي هي لا شك تصرفات فردية تنم عن فئات غير مكترثة ولا مبالية ينقصها الوعي والتوجيه.

ظاهرة رمي الأوساخ
وحول ظاهرة الشوي ورمي المخلفات والبقايا في المسطحات الخضراء والمتنزهات، أوضح أحمد العامري أنه خلال أيام العيد يكثر الخروج إلى المتنزهات والمسطحات الخضراء مثل الحدائق وغيرها، حيث يعتبر العيد مناسبة لتجمع العائلات، وقضاء أوقات سعيدة بصحبة الأهل والأصدقاء، ومن الملاحظات التي تحز في النفس ظاهرة رمي الأوساخ في غير الأماكن المخصصة لها وعلى الشواطئ، وعند أماكن التجمعات، مما يكدر الفرحة ويبعث الأسى لتلك المشاهد، فديننا الحنيف دين طهر ونظافة، وحث عليها كثيراً سواء في القرآن الكريم أو السنة المطهرة، ودعا إلى عدم إفساد الأرض، ورمي هذه الأوساخ والمخلفات هو إفساد وتجني على المواقع العامة. أن يعي الفرد أن ما يحبه لنفسه يجب أن يحبه لغيره، فالبعض يصل إلى هذه المتنزهات والشواطئ أو غيرها من أماكن الاستجمام والراحة، وهي بأحسن حال وأجمل منظر ترتاح النفس وتنشرح الصدور لتلك الجماليات، فما يلبث إلا أن عاث فيها تخريباً سواء برمي القمامة وتركها مبعثرة أو الشوي على المسطحات الخضراء. فماذا سيكلف لو جمع الشخص تلك القمامة بعد انتهائه ورماها في أقرب سلة قمامة، وفعل الجميع ذلك، وابتعد عن الإساءة إلى المسطحات الخضراء بعدم المشي فوقها وتخريب العشب والمزروعات وساهم الجميع في ذلك. مضيفاً أن هذه الأماكن تنعم طول العام بالمنظر الجميل وإرتادها الجميع بدون كدر أو ضيق وسعد المجتمع بهذا السلوك الحضاري، والذي جبل عليه أبناء هذا الوطن، وهم خير من يحمل هذه الرسالة في أن يتعاطى مع البيئة من حوله بكل سلام، ويساهم في أن يكون ساعد بناء لها، وليس معول هدم وضرر.
العبث بالممتلكات العامة
ويعقب مسعود بن سالم السعدي على ظاهرة العبث بالممتلكات العامة، إن الحكومة ممثلة في بلدياتها المنتشرة في محافظات السلطنة، عملت جاهدة في الحفاظ على البيئة، ونشر المناطق الخضراء لما لها من أثر جميل على الزائرين، ولما تمثله من ثروة نباتية تجذب مختلف الحيوانات والطيور والكائنات الفطرية، ومن أبرز الظواهر السلبية التي انتشرت مؤخراً ظاهرة الشوي على هذه المسطحات الخضراء، إن ظاهرة الشوي على هذه المسطحات لا تمثل البعد الأخلاقي الذي نتميز به كعُمانيين محافظين على البيئة، ناهيك عن تدميرها لهذه الثروة التي أنفقت عليها الجهات المختصة لتظهر البلد جميلة للعيان. ويدعو السعدي الجميع للحد من هذه الظاهرة، والالتزام بالأماكن المخصصة لذلك. ويوجه رسالة للأفراد بأن يعوا الحقوق والمسؤولية تجاه حرمة الجوار وتجاه المحافظة على البيئة التي أنعم الله بها هذا الوطن المعطاء.
ضعف التوعية الأسرية
وللحديث عن أسباب هذه الظواهر السلبية من عبث وتخريب، أو إلقاء للمخلفات، والحلول والآليات من أجل التصدي لها، كان لنا لقاء مع الدكتور راشد بن حمد البوسعيدي أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس، والذي أرجع الأسباب لضعف التوعية الأسرية بأهمية المحافظة على الممتلكات العامة والمال العام، فالأسرة هي النواة الأساسية في تنشئة الأطفال وتأهيلهم بالسلوكيات الحميدة، تشاركها بالدور مؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة، إضافة إلى مؤسسات التعليم والتي ينبغي أن تضمن دروساً في المحافظة على الممتلكات العامة في المناهج الدراسية، أو من خلال الأنشطة الصيفية واللاصفية والمحاضرات والندوات لطلاب المدارس. ويؤكد الدكتور البوسعيدي على ضرورة التوعية الأسرية بوجوب المحافظة على النظافة، وتعويد الأطفال على ذلك، وتأسيس النشء منذ الصغر تنشئة سليمة، إضافة لتفعيل دور المرشدين التربويين وأعضاء الهيئة التدريسية في المدارس نحو تنمية الحس الوطني لدى طلاب المدارس، وترسيخ مفاهيم المحافظة على النظافة والممتلكات العامة. وأشار البوسعيدي إلى أهمية تكثيف المحاضرات التوعوية في الأحياء السكنية والأماكن العامة. وناشد الجهات المختصة بضرورة زيادة أماكن الترفيه في الأحياء السكنية، وتزويدها بالخدمات الضرورية، إضافة إلى أهمية قيام أولياء الأمور بشغل أوقات فراغ أبنائهم طلبة المدارس من خلال زيارة المتاحف أو إرتياد النوادي الرياضية والثقافية وغيرها من أنشطة بحيث يجدون متنفساً واسعاً للترفيه.
تفعيل القوانين والأوامر المحلية
إلى جانب ذلك تأتي ضرورة تعزيز الخطاب الديني، وتضمين قيم المحافظة على الممتلكات العامة بالمحاضرات الدينية والخطب في المساجد، وتدعيم وتعزيز قيم المواطنة من خلال الاهتمام بالموروث العماني والعادات والتقاليد، وتعزيز الحس الوطني وحب الأرض والمسؤولية تجاه الوطن والمال العام والممتلكات العامة. كما ينبغي أن تقوم وسائل الإعلام والنوادي الثقافية بأدوار مكثفة في زيادة التركيز على الخطاب التوعوي بوجوب المحافظة على النظافة والممتلكات العامة، والتوعية بالقوانين المحلية المتعلقة بالمحافظة على الممتلكات العامة، وضرورة تفعيلها وتطبيقها.
توافقه في الرأي بضرورة تفعيل القوانين والأوامر المحلية البلدية المتعلقة بالمحافظة على الممتلكات العامة، ممثلة المجلس البلدي بولاية العامرات سناء بنت هلال المعشرية، والتي تقول يجب أن تكون هناك ردة فعل جادة من الجهات المختصة لمعاقبة كل مخالف للقوانين والأوامر المحلية لبلدية مسقط، فتطبيق العقوبة قد يكون ردعاً للعابثين بالممتلكات العامة، وتضيف: لقد أوصى المجلس البلدي خلال اجتماعاته بضرورة تفعيل الأوامر المحلية الخاصة بالحفاظ على الممتلكات العامة، وضرورة تكثيف الحملات التوعوية والارشادية للمحافظة على المرافق العامة من العبث والتخريب، والتنسيق في ذلك مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون؛ لاستخدام القنوات المناسبة والوسائل الإعلامية من أجل إيصال الرسالة للجمهور، وبلغات مختلفة. كما أوصى بمخاطبة إدارة الشؤون القانونية ببلدية مسقط لمراجعة الأمر المحلي رقم(32/97) ليكون أكثر شمولية وتشديد العقوبات، ومخاطبة بلدية مسقط لتدريب الكوادر العاملة في مجال حراسة المرافق التابعة للبلدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى